الاثنين، أيلول ٠٤، ٢٠٠٦

بيان صادر عن التيار القومي العربي في فلسطين


24 آب (أغسطس) 2006

يا جماهير شعبنا الأبي

تحية واحتراماً

يأتي المشروع الأمريكي – الشرق الأوسط الجديد – استكمالا لتجزئة و تقسيم الوطن العربي مجدداً، لإحكام الهيمنة الأمريكية-الصهيونية عليه، وقد جاء العدوان الهمجي على لبنان ومقاومته، حلقة جديدة من حلقات التآمر في أعقاب احتلال العراق، استكمالا في محاصرة سوريا وإخضاعها للنيل من ممانعتها لهذا المشروع.

إن فشل هذا العدوان وهزيمته التي تجلت في ملحمة الصمود والدفاع والتضحية الأسطورية للقوى الوطنية اللبنانية بقيادة حزب الله ، والتي أنهت إلى الأبد أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، وأيضا قد ألغت من أذهان جماهيرنا العربية سياسة وثقافة الاستسلام والخضوع التي كانت ولا تزال تحاول أنظمة الاستسلام العربية ترويجها وتسميم عقول المواطنين العرب بها.

من خلال الموقف الدفاعي للمقاومة اللبنانية وانتصار مقاتلي حزب الله ، واجب علينا أن نؤكد على النقاط التالية:

1. إن المقاومة اللبنانية بقيادة السيد حسن نصرالله، باعتمادها على مواطنيها وتربية شباب أهل الجنوب اللبناني على إرادة الدفاع والقتال من اجل الوطن مستلهمة من مواقف العز والصمود في تاريخنا الحديث التي خاضها جيش وشعب مصر في معارك حرب الاستنزاف في السويس بقيادة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر. ومن معارك إرادة القتال في الكرامة والعرقوب والجنوب اللبناني. ومن إرادة المقاومة العراقية للاحتلال الأمريكي في العراق. لقد حققت هذه المقاومة النصر وجذرت في أرضنا العربية النهج المقاوم لتعيد للأمة العربية كرامتها والعمل على إنجاز وحدتها.

2. يتوجب على شعبنا الفلسطيني الاستفادة من تجربة المقاومة اللبنانية ودراستها بعمق وأول هذه الدروس الإيمان المطلق بعدالة القضية والفهم العلمي في الابتكار والإبداع والسرية المطلقة في عملها والتي جعلت من آلة جيش العدو الضخمة عمياء. والدرس الثاني هو التلاحم العضوي بين المقاومة وجماهيرها حيث كان أهل لبنان الحاضنة الوفية لها وقدموا كل غال ونفيس في سبيل هذه المقاومة وأن إصرارهم على نهجها هو الذي يمنع القوى المتآمرة داخل لبنان المدعوم من الأنظمة المتخاذلة والقوى الدولية السائرة مع الهيمنة الأمريكية-الصهيونية. هذا الاحتضان الجماهيري هو الكفيل بحماية المقاومة من قرار مجلس الأمن الأمريكي الذي أراد أن يأخذ بالدبلوماسية والسياسة ما عجز عن تحقيقه في ساحة القتال.

3. إن المشروع الأمريكي-الصهيوني الشرق الأوسط الجديد وتخصيصاً على أرضنا الفلسطينية لا يمكن إفشاله إلا بالتصدي له ومقاومته بكافة الأشكال من رفض وصمود ومقاطعة وتحرك شعبي وتعبئة وتثقيف على نهج الكفاح، حيث تأكد لشعبنا وأمتنا بأن هذا العدو لا يستجيب إلا إلى لغة المقاومة بكل أدواتها وأشكالها وان أي مساومة مع هذا العدو تغريه إلى طلب المزيد من التنازلات، وان المقاومة وحدها السبيل الوحيد لاستعادة حقوق شعبنا الفلسطيني، وحقه كباقي شعوب الأرض وحق تقرير مصيره.

4. ان سياسة القرار المستقل للسلطة الفلسطينية ونهجه التفاوضي الاستسلامي، وتخليها عن عمقها العربي التحرري قد ثبت فشله، وباتت جماهيرنا الفلسطينية تعي بتجربتها أن مسيرة اثني عشرة عاماً من المفاوضات العقيمة لم تحصد سوى الريح سوى الإذلال والمهانة، واكتشف شعبنا الفلسطيني بان هذه المفاوضات على طول مدتها لم ولن تلبي الحد الأدنى من المطالب الوطنية، وان السير وراء سراب الدولة المستقلة والذين يركضون وراءه لا وجود له على أرض الواقع إلا الشهية المفتوحة للعدو في نهب الأرض والمياه وتقسيم الضفة الغربية إلى كنتونات مقطعة الأوصال وأيضاً في معاناة المواطنين على حواجز التفتيش والإذلال.

5. لم يعد مقبولاً من أحد أن يقبل بالامبريالية الأمريكية وسيطاً لحل النزاع فهذا الوسيط هو الذي يقدم للكيان الصهيوني جميع وسائل القتل والدمار من قنابل وصواريخ ذكية وطائرات لتفتك بالأطفال والشيوخ والنساء كما حصل في لبنان وغزة و المدن الفلسطينية الأخرى ولم يعد مقبولاً من دعاة الاستسلام الاستمرار في هذا الطريق كما لم يعد مقبولاً المقايضة على حقوق شعبنا بالامتيازات الشخصية لهؤلاء وكيف لنا التصديق بان العدو الأمريكي المحتل لأرضنا في العراق والداعم للكيان الصهيوني، والذي يقتل ويدمر ويمارس كافة أشكال الدمار والهجومية ضد شعبنا العراقي وينهب ثرواته أن يكون حكماً منصفاً.

6. إن العدوان على لبنان والمقاومة إنما يهدف إلى استئصال الفكر الرافض للاستسلام لدى الشعوب العربية، والرضوخ و الإذعان إلى مفهوم العولمة الأمريكية بتصفية القضية الفلسطينية القضية المركزية للشعوب العربية، وقد غاب عن بال واضعي السياسة الأمريكية بان استئصال المقاومة العربية مسألة مستحيلة لانها تعني القضاء على الشعب بأسره وهذا مستحيل بعينه، وقد كان نتيجة العدوان على المقاومة اللبنانية صحوة جماهيرية واسعة بالالتفاف حول المقاومة والفكر المقاوم وإبلاغ أصحاب فكر التجزئة العربية أن التضامن العربي والوحدة العربية هو ضمير الإنسان العربي.

7. أكد انتصار المقاومة اللبنانية على أهمية توحد القوى القومية في الوطن العربي، والعمل على كشف الغطاء عن عورات القوى الاستسلامية والوقوف في وجهها مهما كلف ذلك، أما على الساحة الفلسطينية فمن الواجب على شعبنا الفلسطيني وقواه الوطنية التصدي لقوى الاستسلام وتكوين قيادة قادرة على إلغاء اتفاقيات الإذعان والاستسلام وإعادة القضية الفلسطينية إلى حاضنتها العربية والعالمية التحريرية لرفع الظلم الذي أحاق بالشعب الفلسطيني.
تحية من أرض فلسطين إلى المقاومة اللبنانية
تحية من أرض فلسطين إلى السيد حسن نصر الله
تحية من أرض فلسطين الى جماهير الأمة العربية التي وقفت بجانب المقاومة
تحية من أرض فلسطين إلى شرفاء العالم الذين استنكروا العدوان على لبنان ومقاومته
تحية إلى قيادة فنزويلا والى قائدها تشافيز الذي عبر بموقفه أنه لا تزال هناك حركة تحرر عالمي.

المجد والخلود لشهداء أمتنا العربية