الجمعة، أيلول ٢٩، ٢٠٠٦

كتابالمقاومة الوطنية العراقية 11

معركة الحسم ضد الامركة
الحلقة الحادية عشر

عن شبكة البصرة
حسن خليل غريب

الملاحـــــــــق

4- بعض الفصائل المشاركة في المقاومة العراقية

رقم الملحق مضمونه وتاريخه
1 منظمة تحرير العراق الوطنية في 23/4/2003م
2 الناصريون العراقيون في 3/ 6/ 2003م
3 التنظيم الناصري يعلن تشكيل جناح عسكري في 12/6/2003م
4 تنظيم سرايا الجهاد في 21/ 7/ 2003م
5 فدائيو صدام في 24 / 7/ 2003م
6 الجبهة الوطنية لتحرير العراق 2 / 10/ 2003م
نماذج عن بعض الإعلام المساعد للمقاومة العراقية

7 الحزب الشيوعي العراقي – الكادر الحزبي: تموز/ يوليو 2003م.
8 الحزب الشيوعي العراقي – الكادر الحزبي: أيلول/ سبتمبر 2003م.
9 افتتاحية (نداء المقاومة) العدد الثالث
10 افتتاحية (نداء المقاومة) العدد الرابع
11 افتتاحية (نداء المقاومة) العدد السادس
12 افتتاحية (نداء المقاومة) العدد السابع
الملحق (1)
منظمة تحرير العراق الوطنية
23/4/2003م: الجزيرة: أعلنت منظمة عراقية جديدة أطلقت على نفسها اسم "منظمة تحرير العراق الوطنية" انطلاق المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الأميركي والبريطاني والصهيوني للعراق ومقدراته.
وقالت في بيان تسلمت الجزيرة نسخة منه إنها باشرت منذ عشرة أيام ضرب قوات الاحتلال داخل العراق في البصرة وكربلاء وبغداد وبابل والنجف والموصل وغيرها من مدن العراق وقتلت أكثر من 20 جندياً أميركياً وأحرقت أكثر من ثماني دبابات وناقلة أشخاص. وهددت المنظمة الجنرال الأميركي المتقاعد جاى غارنر بالموت، مضيفة أنها ستصل إلى أشلائه قبل أن يصل إلى نفط العراق.
وطالبت المنظمة أحزاب المعارضة التي اتهمتها بالعمالة للأميركيين واليهود بالتخلي عن عقارات الدولة التي اتخذتها مقار دون وجه حق، وناشدت رجال العشائر ورجال الدين والمثقفين والأدباء والعلماء حث الشعب على تحرير العراق كي يتسنى له انتخاب حكومة ديمقراطية.
***
الملحق (2)
الناصريون العراقيون يدعون لتفعيل المقاومة
03القدس برس-بغداد- 3حزيران (يونيو( 2003م: دعت "اللجنة القيادية للتنظيم الناصري - العراق" إلى تفعيل العمل من أجل تحرير العراق من قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية، وعدم التعامل مع أي حكومة ينصبها المحتل، وأدانت مساعدة دول عربية للاحتلال الأمريكي، ومساعي دول أخرى لنشر الفتنة بين العراقيين، كما أدانت "التصرفات العنصرية" لعدد من قادة الأحزاب الكردية.
وقالت اللجنة في بيان أرسلت إلى وكالة "قدس برس" نسخة منه، إنها تؤكد على أهمية "العمل مع كافة القوى الشريفة في العراق، من أجل طرد المحتل الأمريكي والبريطاني، وبكافة السبل المتاحة". وأعلنت رفضها "التعامل مع أي حكومة يتم تشكيلها من قبل قوات الاحتلال".
ودعت القوى العربية والصديقة إلى "القيام بفعل جماهيري حقيقي للمساهمة في الضغوط الدولية والشعبية من أجل طرد المحتل". وأعلنت أنها تبارك "كل المساعي من أجل طرد المحتل وبكل الوسائل"، معلنة "انضمامها لقوى مقاومة المحتل". وقالت إن "الشعب العراقي يملك حق خيار مقاومة المحتل بشتى السبل، وأن كافة القوى العربية والصديقة عليها دعم هذه الجهود".
واعتبرت اللجنة أن "إقامة نظام ديمقراطي أمر يتعارض مع بقاء المحتل الأمريكي والبريطاني في العراق". ودعت "إلى تأسيس جبهة موسعة لطرد المحتل، وإقامة نظام ديمقراطي".
وأدانت "كل الدعوات الطائفية، والمواقف الانفصالية لمجموعات الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، وقيامهم بتبني حملة لطرد العرب العراقيين من مناطق كركوك وخانقين ومناطق أخرى، واستخدامهم العنف والقتل لتحقيق هذه الغاية". كما أدانت "دعوات الأفراد والجماعات المؤيدة للاحتلال.
***
الملحق (3)
التنظيم الناصري يعلن تشكيل جناح عسكري للمساهمة في المقاومة
12/6/2003م: بغداد ـ قدس برس: قال تنظيم سياسي ناصري في العراق إنه قرَّر تشكيل جناح عسكري للمشاركة في مقاومة الاحتلال الأمريكي والبريطاني في العراق. وقالت اللجنة القيادية للتنظيم في بيان لها إنه انسجاماً مع قرارات الاجتماع الاستثنائي للقيادة القطرية، وتكريسها لضرورة مشاركة القوي الناصرية في العراق في أعمال المقاومة للاحتلال الأمريكي البريطاني البغيض، فقد تم إنشاء لجنة عسكرية خاصة، باسم مجموعة التحرير، تتبع التنظيم سياسياً، وتكون أحد فصائل المقاومة الشعبية ضد الغزاة.
وقال البيان إنه تم تشكيل اللجنة، و قامت فعلاً بالمشاركة في عمليات القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير، وذلك تحت شعار التحرير الطريق الوحيد لإقامة نظام ديمقراطي في العراق.
وندد البيان بقيام حزب الدعوة الشيعي، الذي وصفه بالعميل بإخبار قوى الاحتلال عن قوات المقاومة. وأدان بشدة نهجه البغيض الهادف لبقاء القوات الأمريكية والبريطانية أطول مدة، أسوة بعصابات البرازاني والطالباني والحكيم والجلبي، بحسب قول البيان.
واستنكر البيان تصريحات محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بشأن أعمال المقاومة ووصفها بأنه مشبوهة. وقال إن المشبوه رقم واحد هو الحكيم، ومن أتي معه من غير العراقيين. وأضاف أن هذه التصريحات تأتي في محاولة للحكيم ومن هم مثله من الخونة الطائفيين، في محاولة لتقديم القوي الشيعية على أنها تهادن الاحتلال، بينما تضم المقاومة العديد من الشيعة، الذين يرون الجهاد في سبيل الله والعراق وتحريره أهم من طموحات الخونة، بحسب قول البيان. وأعلنت اللجنة القيادية للتنظيم الناصري أنها توافق على ما جاء في بيان القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير، بمنح المدنيين من جنسيات قوات الاحتلال، ومن كافة الجنسيات، المتعاونين مع هذه القوات، سواء بالعمل في قطاع مدني، أو ضمن هذه القوات، والقطريين والكويتيين والسعوديين والإيرانيين والأتراك مهلة لغاية السابع عشر من حزيران (يونيو) 2003 لمغادرة العراق، وبعدها سيكونون أهدافاً للمقاومة.
***
الملحق (4)
تنظيم سرايا الجهاد
21/ 7/ 2003م: ميدل ايست أونلاين: الدوحة - بثت قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية الاثنين بياناً مصوراً لتنظيم يطلق على نفسه اسم "تنظيم سرايا الجهاد في العراق" طالب العراقيين بعدم التعامل مع "الجواسيس والخونة" مهدداً بقتلهم "قبل الأميركي"، داعياً العراقيين إلى تبني "حرب العصابات لتحرير العراق".
وبدا في الشريط عدد من الرجال الملثمين مع قطع من السلاح إلى جانبهم وصورة صغيرة للرئيس العراقي السابق صدام حسين ألصقت على جدار وراءهم.
وكان الرجال يحملون أوراقاً بين أيديهم وتلا عدد منهم على التوالي بيانا جاء فيه "نود أن نقول لأبناء شعبنا أين أنتم (...) من قتل النساء والأطفال والشيوخ؟".
وأضاف "سوف نأخذ بثأرهم من الذين يقتلونهم وسوف نجعل الأرض تهتز تحت أقدامهم. وجاء في الشريط "نريد أن نقول إننا جعلنا من أنفسنا فداء للدين والوطن (…) فاجعلوا من حرب العصابات حرباً لتحرير العراق".
كما دعا الذين ظهروا في الشريط العراقيين إلى "عدم التعامل" مع "الجواسيس والخونة"، مضيفين "سوف نقتل الجواسيس والخونة قبل الأميركيين" الذين وصفوهم "بالكافرين" الذين "نشروا الفساد وقتلوا شبابنا".
ووجهوا تحية إلى "الأخوان المجاهدين في الأنبار وصلاح الدين وديالى".
وكرر أحد المتكلمين "سوف نقتل الجواسيس ومن يتعامل معهم". وأضاف "سوف نقتل كل جندي ترسله دولة عربية أو أجنبية إلى أرضنا".
***الملحق (5)
فدائيو صدام
24 تموز/ يوليو 2003م: بثت قناة "العربية" الفضائية الخميس شريطاً مصوراً لأشخاص يقولون إنهم من "فدائيي صدام- محافظة الأنبار" أكدوا فيه مقتل عدي وقصي صدام حسين، وتعهدوا بأن "استشهادهما سيزيد من الهجمات" على الأميركيين.
وظهر في شريط الفيديو عدد من الأشخاص الملثمين والمسلحين الذين تناوبوا على الكلام، وقالوا "نريد أن نقول لقوات الاحتلال التي قالت إن قتل عدي وقصي سوف يقلل من الهجمات، إن استشهادهما سوف يزيد من الهجمات".
وأضافوا إن استشهادهما يزيد من إصرارنا. وتابعوا نريد أن نقول للرئيس صدام إن ولديه قتلا ولكن العراقيين وهؤلاء الشباب لم يقتلوا. وإن دماءنا فداء لأرض العراق.
ومما جاء في الشريط أيضاً "لقد استشهد نجلا الرئيس القائد صدام قصي وعدي في معركة شرسة استخدم فيها الأميركيون اكثر من مائتي جندي والدبابات والطائرات (...) وفي قتال لمدة ثلاث ساعات كاملة ولم يسلموا أنفسهم".
وتابع عاش العراقيون وعاش صدام حسين. إن هذا الاستشهاد يبين قوة العراقيين وزعزعة الكافرين الظالمين. وعاهد الرجال الشعب العراقي على الاستمرار في الجهاد ضد الكافرين. وتوعدوا "الخونة والجواسيس" بـ"أن نفعل بهم ما فعلناه بالأميركيين. وتابعوا بعدما حيوا الرمادي والفلوجة وغيرها من المناطق العراقية "ستبقى الأنبار سيفاً في يد القائد المجاهد صدام حسين.
وأضاف المتحدثون إن "الانتفاضة مستمرة إلى أن تحرر أرضنا من الأمريكان". وختم الشريط بذكر التاريخ، وهو 22 تموز/يوليو، أي يوم مقتل عدي وقصي صدام حسين في الموصل شمال العراق في عملية عسكرية أميركية.
وبدت في خلفية الصورة صور للرئيس العراقي السابق ونجليه. كما كانت هناك إلى جانب الملثمين رشاشات وقاذفات "ار بي جي".
***
الملحق (6)
نص بيان »الجبهة الوطنية لتحرير العراق«
بغداد- مازن غازي- إسلام أون لاين.نت/ 2-10-2003م

بسم الله الرحمن الرحيم
]وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ[
أيها الشعب العراقي العظيم..
لقد تنادى الرجال الذين آمنوا بربهم بالحق للجهاد، وأعلنوا عن تأسيس جبهتهم (الجبهة الوطنية لتحرير العراق) هذه الجبهة التي ضمت فصائل المقاومة البطلة تحت راية الله أكبر، والتي ستكون عنوان فخركم واعتزازكم بصدق الإيمان وعمقه بالوطن الغالي والثقة العالية بالشعب الشجاع الأبي الكريم.
إن هذه الجبهة بعون الله ستكون المعبرة الحقيقية عن كل أمانيكم الخيرة وأهدافكم وطموحاتكم في التقدم والرقي، وفي حقكم في الحياة الحرة الكريمة.
يا أبناء شعبنا الأبي: إن للوطن على أبنائه حقاً؛ هذا الحق المقدس، هو واجب الدفاع عنه والتضحية في سبيله بكل غال ونفيس في سبيل رفعته وعزه وكرامته؛ ولذا أقسمنا القسم الذي تهتز له الجبال، بأن يكون لنا مع المحتل حساب وأي حساب، وقد شهدت وستشهد الأيام بعون الله صدق عزمنا وتصميمنا وقدرتنا على مواجهة العدو الذي كبدته فصائلنا أفدح الخسائر في الأرواح والمعدات، وستزداد المقاومة ضراوة حيثما يقتضي الأمر، وبالشكل الذي لا يمكن أن يتوقعه أو يتخيله أو يخطر على بال. فهنا على أرض العراق الطاهرة، أرض الأنبياء والأولياء، ستكون بعون الله وقدرته وبعزم أبنائكم البررة نهاية الغطرسة والجبروت الأمريكي- البريطاني، وسيشهد العالم أروع ملاحم البطولة لشعب أقسم على الحياة الكريمة. ولكن هذا كله لا يمنع أن نبدأ معه أسلوب اللاعنف بكل ما يمكن أن يحتمل من إمكانات طالما يضمن الحوار حقوق شعبنا في جلاء القوات المحتلة من بلدنا.
أيها الشعب العظيم: لا بد من التذكير أن الحساب سيكون قاسيًا وعسيرًا، ولكن عادلاً مع كل من خان هذا الوطن وخذله واستعدى عليه الأجنبي بذرائع واهية وخسيسة لا تدل إلا على العمالة والجبن، فالذين باعوا ضمائرهم وأنفسهم للمحتل بأبخس الأثمان سيكونون عبرة وسيلعنهم التاريخ إلى أبد الدهر.
وإلى الدول التي أرسلت أو تلك التي تنوي إرسال قوات لها بما يسمى »المشاركة في حفظ السلام في العراق«، فإن الجبهة تحذر كل دول العالم دون استثناء، ابتداء من الدول العربية الشقيقة والدول الإسلامية إلى الدول الأجنبية جمعاء من إرسال حتى جندي واحد وتحت أي عنوان، فإن الجبهة ستتعامل معه كما تتعامل مع أي جندي من جنود الاحتلال.
أيها الشعب الأبي..
لتكن على يقين بأن بغداد ما سقطت ولم ولن تسقط، وستبقى دارًا للسلام أبد الدهر. لقد تعرضت لهجمة وحشية قادها التتار الجدد، فآذوها وقسوا عليها بشكل سيظل يندى له جبين الإنسانية خزيًا وعارًا، ولكن ستبقى جميلة رائعة عزيزة وشامخة لا تنال بهمة أبنائها والشرفاء في العالم.. عاش العراق صرحًاً حضاريًّا عربيًّاً خالدًا. والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
الجبهة الوطنية لتحرير العراق
فصائل المقاومة المتحدة المنضوية تحت لواء الجبهة
ـ فصائل المقاومة في مدينة الفلوجة ومحافظة الأنبار
ـ فصائل المقاومة في بغداد
ـ فصائل المقاومة في مدينة سامراء وتكريت والبيجي
ـ فصائل المقاومة في الضلوعية ويثرب والإسحاقي
ـ فصائل المقاومة في بعقوبة ومحافظة ديإلى
ـ فصائل المقاومة في الحويجة والرياض وكركوك
ـ فصائل المقاومة في البصرة
ـ فصائل المقاومة في العمارة
ـ فصائل المقاومة في نينوى
ـ فصائل المقاومة في بابل
***
الملحق (7)
نداء إلى الأحزاب الشيوعية الشقيقة والصديقة
الحزب الشيوعي العراقي – الكادر
22/ 7/ 2003م
أيها المقاومون: أقتلوهم حيث ثقفتموهم !!
قبل كل شيء نهنئ أنفسنا ونهنئكم بنشاط المقاومة الوطنية العراقية البطلة، ومعه نزفّ إليكم خبر عملية تمت فجر الأحد في مدينة النخيلة في كربلاء وراح جراؤها 19 قتيلا وما لا يقل عن أربعين جريحاً من جنود ومراتب الاحتلال، كما نزفُّ إليكم خبر المعركة البطولية التي خاضها المقاومون عصر الخميس في محافظة ديالى وقتل بها ما لا يقل عن سبعين من جنود ومراتب الأمريكان. وقد استشهد للعراقيين أربعة، ارتفعت أرواحهم الطاهرة، كالشموع، إلى بارئها راضية مرضيّة، لتحيى قريرة عنده في عليّن.
لقد أغرت الأمريكيين قوتهم فاستكلبوا مسعورين يهاجمون ويهددون ويتشرّطون بالضد من الشرعية السياسية الدولية وتجاسروا فأبطلوا الشروع السماوية والوضعية فجعلوا من جنودهم أفراداً فوق القوانين والأعراف يعيثون ويفسدون ولا رادع لهم ولا من يستطيع مقاضاتهم أمام قانون محلي أو دولي.
لكن مهدا الحضارات والاشتراع والقيم أرض الرافدين الطاهرة، نهضت اليوم من جديد لتؤدي ما قد جبلها البارئ سبحانه عليه. وها هي تذيق المحتلين الويل فتجعلهم ينتحبون كالأرامل في شوارع بغداد. وأرض الرافدين حتماً ستعيدهم لديارهم توابيت أو جارين لأذيال الهزيمة، فتعلن بذلك للعالم بداية نهاية الغطرسة الأمريكية وانكفائها صاغرة مستحقرة مثخنة بالجراح، فلا تعود إلى العنجهية من جديد.
وشعبنا العراقي، إن بات يحمل في وجدانه الحقد على أمريكا، فليس على الشعب الأمريكي، وإنما على العسكريتارية الأمريكية وطغمة الطغاة التي يحركها اللوبي اليميني الأنجلو صهيوني، والتي بدأت تنال حتى من حرية الشعب الأمريكي ذاته وهاهي اليوم ترسله ليموت دفاعاً عن مصالحها الاحتكارية ودفاعاً عن شرطيها المكلوب - إسرائيل.
رفاقنا
في خضم صراع البشرية المتفاقم ضد الاضطهاد ومع اشتداد وطأة الاحتكار العالمي على الشعوب وانطلاقاً من حلم الإنسانية في تحقيق العدل والمساواة بين الناس، نشأت حركتنا الشيوعية كواحدة من تلك المخاضات النوعية التي يجود بها التاريخ حين تتراكم أسباب الظلم والاستعباد وحين لا يعود من أمل غير التغيير الجذري الشامل.
وإذ سبقها الإسلام والمسيحية والزرادشتية والمنداء والسينية في النضال من أجل العدل والسلام والحرية، فالحركة الشيوعية لها بعض الخصوصية، على الأقل من حيث أنها نشأت على تراث عظيم من التطور البشري أوضح ما فيه هو النهضة العلمية الهائلة وسرعة الاتصالات واتضاح الحدود الوطنية والقومية بين الدول والتركيز المفرط لرأس المال واستشراسه لأجل الربح والانحياز الكامل لللاهوت إلى جانب الاحتكار على المستضعفين من الناس. وحيث وعت فلسفتنا مكامن وأسباب الاستغلال فقد انحازت كلياً إلى جانب المستضعفين آخذة بالاعتبار حقيقة أن هؤلاء المستضعفين لو حكموا فسينتهي عصر الاستغلال ليسود الإخاء والسلام والعدل بين الشعوب. وعلى هذا الاعتبار كانت حركتنا واحدة من أشد الأعداء وألدهم لاحتلال أرضي الغير وللاستعمار سلماً تمَّ أو حرباً، باعتبار أن الاحتلال هو الشكل الأشد للاضطهاد القومي والعرقي والطبقي معاً.
وليس من النافل التذكير بما قدمته الحركة الشيوعية في العالم على طريق النضال التحرري للشعوب فتجارب لاوس وكمبوديا وكوبا وفيتنام شاهدة، وتجربة الحزب الشيوعي اللبناني أبان الاجتياح الصهيوني شاهدة أيضاً، والذي رفع الشعار العظيم ( إلى السلاح!! )، وقدم الشهداء والاستشهاديين مثله مثل رفاقه في حزب الله وبقية الحركة الوطنية اللبنانية. فإن انتكست الحركة حيناً، فهي درس لنا لمعالجة الأخطاء وإعادة النظر.
كما ليس من النافل التذكير بما قدمته الحركة الوطنية العراقية ومن ضمنها حزبنا الشيوعي العراقي من شهداء على طريق التحرر.
وبناءً عليه فموقفنا من حرية الوطن وسيادته واستقلاله فائقة الحساسية والأهمية، بحيث تتراجع أزاؤها حتى قناعتنا الفلسفية ذاتها. ففي مسألة الدفاع عن السيادة الوطنية نحن مجبرون ومجبولون على أن نحارب المحتل أياً كان منبعه، وبكل السبل، وبالتحالف مع قوانا الوطنية العراقية أياً كانت مساربها الفكرية. ومن هنا أيضاً، وفي حال وقوع بلدنا تحت الاحتلال أو مهاجمته من عدو، فلا وجود لشيء اسمه تكتيك أو قبول بالأمر الواقع أو حساب مواطن القوة والضعف خارج الهدف الأساس، وهو الدفاع عن الوطن.
لكن اليوم، وعلى غفلة من الزمن ووعي الأحرار، غُدِرت الحركة الشيوعية في العراق فأصيبت بنكسة أشد إيلاماً وأعنف أثراً من القبول بقرار التقسيم في نهاية الأربعينيات.
… وباتفاق مع (بعض الشيوعيين العراقيين المرتدين، الذين تعاونوا مع المخابرات الأميركية)، صعد إلى قيادة الحزب المرتد حميد مجيد، لينخرط الحزب إلى العمل العلني مع أمريكا ضد الشعب العراقي…. كما أن حميد مجيد ذاته دخل إلى العراق مع الجيش الأمريكي وعبر الكويت. وأخيراً وليس آخراً، إلتحق بمجلس الإمعات الذي سماه وعينه الحاكم العسكري للعراق. المجلس الذي كان أول قرار له هو اعتبار يوم احتلال بغداد عيداً وطنياً. بل ولأجل إلحاقه بمجلس الإمعات هذا وافق حميد مجيد على ما عرضه عليه الحاكم العسكري من شروط أهمها:
-أن يتعاون الحزب الشيوعي العراقي مع الجيش الأمريكي ضد (المخربين) الإسلاميين وغيرهم، ممن يرفع الآن السلاح بوجه الاحتلال، وأن يقوم بالإخبار الفوري عن المشكوك بهم، كما يتوجب عليه المشاركة الفعالة في حفظ الأمن.
… ومعلوم أن تنفيذ هذه الشروط يعني عملياً إلغاء دور الحزب الشيوعي العراقي بالكامل على الساحة السياسية، من جانب، ومن جانب آخر يؤدي إلى تحويل الجماهير الشيوعية في العراق إلى مخبريين متعاونين مع عدو العراق وعدو الشعوب والإنسانية - اليمين الأنجلو صهيوني.
أيها الرفاق
أن شعبنا العراقي الباسل ومقاوميه الشجعان كفيلون بطرد المحتل. لكننا نطالبكم بالتضامن مع الشعب العراقي ومناصرته، ليس لعدالة قضيتنا ولا بما يمليه عليكم المبدأ وحسب، بل لمشاركتكم بهذا الحدث العظيم – سقوط أمريكا عدوة الشعوب، الذي وضعت بدايته على الشعب العراقي الطامح بمناصرتكم.
…وقد رفضت قواعد الحزب هذا السلوك وبالطرق التنظيمية المشروعة، إلا أنه وزمرته تمادوا في سلوكهم بالرغم من النظام الداخلي للحزب. لذا، نحن جماهير الحزب الشيوعي العراقي وقواعده نعلن ما يلي:
-إن المرتد حميد مجيد بتعاونه مع الإدارة الأمريكية قبل الاحتلال، وبالتحاقه بأحد مؤسساتها بعد الاحتلال، أقترف ذنب الخيانة الوطنية العظمى، وتصرفاته لا تمثل الحزب الشيوعي العراقي ولا الوطنيين العراقيين.
-إن الحزب الشيوعي العراقي يقف مع أبناء شعبه ضد الاحتلال ويلتزم بالمقاومة المسلحة، ويناصرها أياً كانت مساربها. فالهدف الأول والأساس الآن هو طرد المحتلين عن العراق. والخزي والعار لمن أستعدي الغزاة على وطنه!
المجد للشعب العراقي الباسل!
لا لحكومة المطهّمين! لا لمجلس الإمّعات! لا لأية قوات دولية على أرض العراق!
سلمت أيادي المقاتلين الشجعان!
الحزب الشيوعي العراقي – الكادر الحزبي
***
الملحق (8)
الحزب الشيوعي العراقي – الكادر الحزبي
أرشيف المقاومة الوطنية العراقية لشهر أيلول سبتمبر 2003
شبكة البصرة
(يعدد التقرير العمليات اليومية لشهر أيلول، ثم ينهي التعداد بالتقييم التالي):
الحصيلة:
160 قتيلا، 230 جريحا، 110 آلية، 2 هليوكوبتر، 3 تفجيرات أنبوب النفط.
وهذه الحصيلة غير دقيقة، أو هي أقل من الحقيقة بكثير، بحكم أن خسائر المعسكرات والمطارات غير معلومة، وعلى سبيل المثال، قال العدو إن طائرة نقل هليكوبتر سقطت يوم 2 أيلول وعدد الإصابات هي قتيل واحد وجريح واحد. ولا نعلم كيف نجا بقية الطاقم ولا بقية الركاب؟!
المعالجة
أولاً: معدل الخسائر: إن معدل الخسائر الأمريكية اليومية في العراق كما يلاحظ أعلاه، عال جداً ويجوز تشبيهه بالخسائر التي تكبدها الأمريكان في فيتنام، لولا ثلاثة عوامل تميز حالة فيتنام عن العراق، هي:
-الوضع الدولي المتعاطف مع فيتنام آنذاك وبقيادة المعسكر الاشتراكي بكل عظمته.
-وجود قاعدة ثابتة آمنة للعمليات العسكرية هي دولة فيتنام الشمالية المستقلة.
-بيئة فيتنام الحرجية والغابية التي شكلت وسطا مثاليا للتخفي والمناورة.
هذه العوامل تفتقر إليها الحالة العراقية، وكل الدعم الدولي الذي تلقاه هو تعاطف دولي خجول عرضة للمزايدة، ودعم شعبي عالمي يتمثل بمظاهرات هنا وهناك. مع عدم نكران وجود عناصر مجاهدين عرب وإن بشكل محدود. ومعدل العمليات في الساحة العراقية يبلغ الـ (20) يومياً وبحسب اعتراف العدو. وهو معدل عال جداً بأعراف المقاومة التقليدية. فلنعد إلى المثال الأقرب حرب تحرير جنوب لبنان، التي كان معدل عملياتها (1) أسبوعيا تقريباً. المعدل العالي جداً لعمليات المقاومة العراقية، ناهيك عن نوعيتها ودقة تخطيطها وتنفيذها أيضاً، لابد ويشير إلى حقائق لا تقبل الجدل، وهي: اتساع قاعدة هذه المقاومة جماهيرياً وازدياد عدد أفرادها بشكل سريع جداً وأيمانها العميق بقضية وطنها. حقائق تجعل الحديث عن مثلث سني أو (فلولية)، حديثاً ممجوجاً، أو هوساً مسعوراً من صاحب مشروع احتلال العراق وجلاوزته الإعلاميين. كيف لا يهوس ويسعر وهو يرى مشروعه يتهاوى تحت أقدام فتيان لم يحسب لهم الحساب؟!
ثانياً: الإصابات: لازلت أفضل الإكثار من جرحى العدو بدل قتلاه. فالجريح دعاية حية عن حالة أمريكا في العراق، مثلما الجريح يكلف – حسب العرف الأمريكي- أكثر من القتيل. فتعويضات التأمين على القتيل متواضعة، ولا تبلغ عشر تعويضات الجريح، ما بالك وجريح العمليات العسكرية عادة ما يعوق نهائياً، وبالتالي يتحتم توفير مرتب دائم له كمخصصات معيشة تعادل راتبه وترفيعاته الطبيعية.
ثالثا: تكتم العدو عن خسائره أو تقليلها: في بداية النهوض الوطني للمقاومة، قد يكون إعلان الأرقام الحقيقية لخسائر العدو مفيداً لإثارة الهمم، باعتبار أن مقدار خسائر الخصم هو مقياس نجاح العمليات ضده. ومن يوقع الخسارة الأكبر بخصمه هو المنتصر. والنصر اللحظي كالذي يتم بإلحاق الخسائر في العمليات الخاطفة – السمة الأساسية لحروب المقاومة، هذا النصر حافز شديد الأهمية لإنهاض الهمم للمقاومة ذاتها وللشعب المقاوم ليناصرها أو يلتحق بها. ومن هذه المسلمة عادة ما يلجأ الإعلام المقاوم أو الإعلام الرسمي حتى خلال الحروب الكبرى، إلى تفخيم خسائر العدو مقابل التقليل من خسائره.
ومن هذا الجانب حصراً نحن نتفهم تقليل الإعلام الرسمي الأمريكي لحجم خسائره. لكن بالمقابل، فالمقاومة الوطنية تخطت مرحلة الإنهاض واتساع الرقعة. فهي الآن مستعرة وشديدة وتشتمل على كل خريطة العراق، وهي توقع الضربات تلو الضربات الموجعة بالمحتل. والمحتل يعرف هذه الحقيقة، لذا، ما عاد أمر تقليله لخسائره، يؤثر سلباً على المقاومة ولا هو يجديه نفعاً.
جيد إذا أعلن الأمريكان خسائرهم الحقيقية. ولكن ليس سيئا أن يتكتموا، باعتبار أن هذا لا يغير من موازين القوى شيئاً ولا يقلل من حجم الورطة الأمريكية في العراق، ولا يغير أيضاً من الحقيقة التي ستكون أبهر ما يكون مستقبلاً، وهي أن موت الجبروت الأمريكي بدأ في بغداد!
رابعاً: عدد العدو وعدته: في حروب الغزو يكون للعدد والعدة تأثيراً حاسماً. وكلما زاد عدد جيش العدو وكثرت آلياته (ولا نتحدث عن تطورها وإنما كمها) كلما كان ذلك لصالحه وأسرع من انتصاره. لكن في حروب المقاومة الوطنية يكون حال العدو مع عدته وآلته معكوس تماماً. فكلما زاد عدد جنوده وزاد عدد آلياته، كلما زادت الأهداف المتاحة للمقاومين. وفي حالة الكثافة العالية لجنود وآليات العدو على الساحة، سيجد المقاوم هدفه بين يديه، فلا يعود لأجل أن يلقاه يقطع مئات أو آلاف الأمتار. بما معناه ستكون خطوط الإمداد والحركة والتراجع قصيرة جداً، وهذا عامل حاسم في حرب العصابات. ناهيك عن أنه كلما زادت كمية آليات العدو، زاد تركز جنوده حولها أو فيها، ليكونوا هدفاً سهلاً ودسم الحصيلة. وحرب فيتنام أثبت أنه كلما زاد عدد الجيش الأمريكي كلما زادت وتيرة خسائره. وكان أعلى معدل للخسائر الأمريكية حين أصبح تعداد الجيش الأمريكي ثلاثة أرباع المليون. وهو المعدل الذي أجبر الأمريكان على الانسحاب رغم أنه كان الأكبر على الإطلاق في تاريخ الغزو.
لذا، فنية الأمريكان لدعوة تسعة وعشرين ألف جندي إضافي إلى العراق، هذه النية لو تحققت وجاء هؤلاء الجنود فعلاً، فليس لهم من أثر سوى زيادة حصيلة خسائر أمريكا.
***
الملحق (9)
أنموذج عن بعض الإعلام المساعد للمقاومة العراقية
(نشرة يتم توزيعها على الأنترنت)
نِـداءُ المقاوَمة
نشرةٌ دوريةٌ يُصدرها التَحَّالف الوَطَّني العِراقي ـ إِعلامُ الخارج
العددُ الثالث ، السنَّة الأُولى ، 1 / 8 / 2003
الاِفتتاحية
نحو جبهة وطنية موحدة للمقاومة والتحرير ((2))
في منتصف شهر تموز الماضي ، أعلن الحاكم الأمريكي (بول بريمر) المتحكم الأمريكي المحتَّل بشؤون العراق الأساسية . . . أعلنَ عن قراره بتعيين مجلس من العناصـر والمجموعات التي عادت للعراق بصحبة الدبابات الأمريكية وحمايتها، وأسماه (مجلس الحكم الاِنتقالي) لتوفير غطاء سياسي وقانوني للاِحتلال، وليكون أداة لتنفيذ مشاريعه السياسية والاقتصادية المخططة والمُعَّدة سلفاً . وكان واضحاً أنَّ المجلس تم تشكيله وفق المعايير الطائفية والإثنية ، من بغال طروادة التي سوغَّت اِنتهاك الغُزاة إلى وطننا ذات ليل عصيب .
بالمقابل ، نهض المجموع الوطني، وبصوت موحد وصل إلى أبعد مدينة وأصغر قرية، معلناً رفض الأمـة للغزاة وأتباعهم . . . وهاهم العراقيون يتحاملون على جراحهم ويعلنون للدنيا أنَّ لا عاصم اليوم غير النجيع العاطر في قمصان الشهداء المخضَّبة بآية الشهادة العظيمة (لا تحسبنَّ . . .) . وها هي رايات المقاومة تضجُّ لها الدنيا وتلتهب بها مدن العراق .
إننا نرى أنَّ الهدف السياسي الوطني الراهن يرتبط بعمومية التناقض بين الوطن في حالة الصيرورة الاِستقلالية ، والمحتلين أعداء طموحه ومناوئي مستقبله ومناهضي حركة شعبه . ويحدو المواطنين من ممارستهم العملية تحقيق هدفهم الواضح :
تحرير وطنهم من ربقة الاِِستعباد الأجنبي وقيود الاِستغلال الخارجية، وهو ما يشكِّل قناعة فكرية وسياسية مشتركة لدى كافة الوطنيين. وهو ما يدفعهم أيضاً إلى صياغة مهمات فكرية وسياسية مشتركة تنبثق من آصرة اللحمة الوطنية، ومن هنا جاء شعار : (العراقُ باقٍ والاِحتلال إلى زوال)، وهو ما يفرض التفكير بالوسائل العملية لإِنجاز مهمته، التي لن تقوى فئة أو طبقة، على إنجازها لوحدها . فلا بد من توحيد الجهود الوطنية النضالية والعملية في سبيل ترجمة ذلك الشعار الذي كثَّفته تجارب العمل الوطني التاريخية .
إنَّ إسناد المقاومة الوطنية المسلحة ضد الاِحتلال وتصعيد النضالات والفعاليات السياسية الشعبية ضد المحتلين وأتباعهم يتطلب أنْ تكون المهمة الأولى للوطنيين: العمل على اِستكمال الشروط العملية لتشكيل (جبهة وطنية موحَدَّة للمقاومة والتحرير) تتسع لكل القوى السياسية والفعاليات الوطنية الرافضة للاِحتلال والمؤمِنة بالعراق الواحد، المتحرر، السيد، غير المحتل، الذي يحيا شعبه في ظِلِّ حياة ديموقراطية مديدة، في إطار الاِنتماء للأمة العربية ونظرته التحررية الإستراتيجية .
من هنا ـ أيضاً ـ ينبغي أنْ تكون مقاومة المحتَّل وتحرير الوطن، المهمة الأولى والرئيسة للجبهة المنشودة . وترك الممارسة العملية المستقيمة والناجحة، ومن خلال الكلمة التحريضية المكافحة، والسياسة المُحنَّكة . . . وينبغي لها كذلك أنْ تبين وتوضِّح للبعض العراقي خطأ سيرهم غير المقصود وراء العدو الذي لا يسعى إلاَّ لتحقيق أهدافه السياسية، إضافة لممارسات العدو التي تتسم بالغطرسة والقتل العشوائي. وعندها سيتبين المجموع الوطني المخلص الخيط الأبيض من الخيط الأسود، والفترة الزمنية التي سيستغرقها الاِقتناع باِرتياد هذا الطريق مهمة حيوية جداً، فلا بدَّ إذن من أَنْ تكون الأهداف العسكرية الأجنبية التي تصيبها ـ خلال المراحل الأولى خصوصاً ـ ضربات المقاومة الشعبية العراقية مكشوفة للمجموع الوطني بيسر وسهولة، واِنتقاء الأهداف التي تـُذِّل الأعداء وتربك وجودهم، تلعب دوراً كبيراً في إبراز الصورة الناصعة لهدف المكافحين، ومصداقية شعاراتهم وممارساتهم، وتشعر العدو بعبثية وجوده الاِحتلالي .
***
الملحق (10)
نِـداءُ المقاوَمَّـة
نحـوَ جَبهةٍ وَطنيِّةٍ مُوحَّدةٍ للمقاوَمَّـةِ والتَحْرِّيرْ
العِرّاقُ باقٍ والاِحتِّلال إلى زوالْ
نشرةٌ دوريةٌ يُصدرها التَحَّالف الوَطَّني العِراقي ـ إِعلامُ الخارج
العددُ الرابع ، السنَّة الأُولى ، 16 / 8 / 2003
الاِفتتاحية
الإعلام والدعاية والدماء العراقية الوطنية
يشهد العراق أحداثاً يومية تسِم سجله الوطني في اللحظة التاريخية الراهنة، وستسم تاريخ المنطقة العربية وجوارها، حتماً، بأحرفٍ مضيئة من الخلود.
الغزاة المحتلون يحاولون تثبيت ركائزهم السياسـية فيه عبر الأدوات السائرة في ركابهم، مستثمرين أخطاء وخطايا كانت في الداخل. من جهة أخرى ينتضي أبناء شعبنا كل وسائل المقاومة الشعبية ضد المحتلين على تعدد أسمائهم وصفاتهم القومية، من الكلمة النقدية والمظاهرة الشعبية والاِحتجاج الجماهيري المتفجر إلى السلاح الرشاش والمتفجرات والقنابل والصواريخ، هي مقاومة شاملة تسيل فيها دماء العراقيين أينما كانوا في مختلف مدنهم العراقية، يسجلون من موقع الفعل الرافض للاِحتلال الأجنبي بكل الوسائل والسُبُل ، والوقائع اليومية على ذلك الاِتجاه الوطني المتنامي يومياً : كماً ونوعاً يثبت أنَّ طريق الخلاص الوطني هو الاِستقلال الحقيقي والتحرر الوطني الناجز.
تتعاطف بعض وسائل الإعلام مع هذه الظاهرة التي اِنبثقت عن الظروف الموضوعية في العراق، والمقاومة ظاهرة طبيعية شهدتها كل البلدان التي تعرضت للغزو والاِحتلال ، تهَّبُ قواه الوطنية لمقاومة القوات العسكرية الغازية . المدى الزمني الذي تتطلبه المقاومة الشـعبية العامة يتفاوت فعلها المؤثِّر من موقع إلى آخر، وفقاً لصلابة القوة التنظيمية التي تخوض غمار فعل هذه الممارسة/الظاهرة. الإنسان هو الطاقة الأساسية في تأجيج نيران الظاهرة الوطنية، لأنه وحدة وعي بالذات والظرف والطريق الذي يؤدي إلى الوصول للهدف السياسي. الاِحتلال الأجنبي هو الظرف الموضوعي، وردة فعل الشعب الوطنية هي الضرورة التاريخية للخلاص من الاِحتلال ونيل الاِستقلال والحرية؛ تلك هي إحدى الحقائق التاريخية .
الوسائل الإعلامية والدعائية : المقروءة والمسموعة والمرئية تحاول جاهدة لاِستحضار المعلومات عن هذه الظاهرة الوطنية العراقية المسلَّحة على وجه الخصوص ، والقوى المسَّلحة تبذل الجهود لاِستثمار هذه الوسائل، والعدو المحتل يتربص بالمقاومين الدوائر: يجمع المعلومات تمهيداً للقيام بحملات عسكرية مكثفة التي من شأنها ـ كما يهدف ـ : القضاء على المقاومين المسـلَّحين، في هذا السياق تحذر (نداء المقاومة) من هذا المنحى الخطر في العمل الإعلامي لها . فالعدو المحتل يستفيد من المصادر الإِعلامية في جمع معلوماته الأمنية. نحن لا نشكك بمصداقية أحدٍ من المراسلين ، ولكن (للمطابخ الإعلامية) ثقوبها التي تلتقي بمجاري القوة الغازية . هذا أولاً . وباتت الوسائل الإعلامية ـ ثانياً ـ تتبع الأساليب الدعائية في الترويج للطابع المذهبي للمقاومة المسلحة ، والتوزيع الجغرافي لنشاط المقاومين، بينما تسكت هذه الوسائل عن (التوزيع العادل) للقمع العسكري الذي تقدم عليه القوة الغازية، وتغض الطرف عن معلومات النهب المستمر للمواطنين من قبل الغزاة، وتتعمد تناسي الأزمات الأمنية والكهربائية والوقودية وكل الخدمات التي يعاني أبناء الشعب العراقي منها بصورةٍ غير مسبوقة. الوسائل الإعلامية والدعائية هذه تنشر الأمراض الطائفية في المجتمع العراقي، وعت ذلك أم لم تعِه ، في وقت يتطلب منا جميعاً تعضيد الجهود الفكرية وتمتين أساليب المقاومة ضد العدو المحتل المشترك، فلترأَف تلك الوسائل بشعبِنا ووطننا، وتتكلم عن المقاومة الوطنية العراقية دون اِستثارة البعض الباحث عن المجد في ظاهرة الخراب الوطني العراقي، فيا رب اِحمِ أبطال المقاومة العراقيين من الأصدقاء المحبين أو الذين يدَّعون محبتهم للعراقيين والعراق، فهم ـ ومن خلال أرواحهم الفدائية ودمائهم الزكية ـ كفيلون بالأعداء المحتلين، فالعراق باقٍ والاِحتلال إلى زوال.
الملحق (11)
نِداءُ المقاوَمَّـة
نحوَ جبهةٍ وطنِّيةٍ مُوحَّدة للمقاوَمَّـة والتَّحْرِّيـرْ
العرِّاقُ باقٍ والاِحتلال إلى زوال
نشرةٌ دوريةٌ يصدرها التَحَّالف الوَطَّني العِراقي ـ إعلامُ الخارج
العددُ السادس ، السنة الأُولى ، 15 / 9 / 2003
الاِفتتاحية: الأمريكيون عاجزون ولا حل إلا بوحدة وطنية مقاومة لقوات الغزو والاِحتلال ـ 2 ـ
لقد جاءت قوات السطو والغزو والاِحتلال للعراق على أرضية فكرية وسياسية واضحة تستهدف خدمة المصالح الأمريكية بالأساس : لا سيما الاِقتصادية منها . وإلى جانب تحقيق هذه المصالح الحيوية في زمن العولمة المتفردة ، لعبت الرؤية الأيديولوجية للقادة المتحكمين في الطاقم الرئاسي الذي اِعتلى منصة الحكم والسلطة في البيت الأمريكي الأبيض القِسط المعلَّـى في رسم البرنامج السياسي الأمريكي ، ووظفوا كل القوة في سبيل تنفيذ رؤيتهم من غير حسيب أخلاقي أو رقيب سياسي شرعي، المهم عندهم تحقيق الهدف السياسي الإستراتيجي، كانوا يعرفون ماذا يريدون ويسـتهدفون . أما الآخرون من الشعوب : أياً كانوا فليذهب بهم طوفان النيران والقصف العشوائي . الأهم عند الأيديولوجيين من: ((المحافظون الجدد والمسيحيون المتصهينون)) هو مصلحة شركاتهم وحليفهم في المنطقة: كيان الاِغتصاب الصهيوني، ليس على المستوى الآني فقط، إنما على المستوى البعيد أيضاً. ولكن ما هو صحيح أيضاً إنَّ الرؤية السياسية الأمريكية تستهدف بالأساس إِعادة ترتيب المنطقة العربية كلها لصالح رؤيتها الكلية الإستراتيجية ، بمعنى حماية وخدمة مصالحها على كل الصُعُد .
كان الحزب الجمهوري وسيلتهم الاِنتخابية للوصول إلى كرسي السلطة والحكم، وصيرورة الإدارة الأمريكية المتحكم الأول في شؤون السياسة الدولية في كل زوايا العالم ومناطقه. وأداتهم الضاربة هو الجيش الأمريكي بفروعه العسكرية المتعددة: في الجو والبر والبحر. كان الاِستيلاء على الثروات العراقية الكبيرة: أول اِحتياطي عالمي على صعيد الثروة البترولية المختزنة كما تقـدِّر بعض المصادر العلمية العليمة، هو الهدف المحدد كما رسمته العصابة العسكرية التجارية الحاكمة في واشنطن . . . عصابة ديك تشيني وجورج بوش وكولن باول وكونديليزا رايس وبول وولفويتز صاحب مفهوم تغيير الأولويات في الشرق الأوسط: تصعيد بند العراق. إنزال البند الفلسطيني. ومن ثم اِحتلال العراق وغيرهم . . . إضافةً إلى حربهم الاِستباقية غير المتوازنة .
وكانت أحداث نيويورك وواشنطن التي نُفِّذت وقائعها في يوم 11 أيلول (سبتمبر) 2001 الحلقة التي اِعترضت تنفيذ خطة العدوان الشـامل على العراق وأجلَّها . ولكنها بالتأكيد ، جاءت في خدمة رؤيتها موضوعياً . . . اِقتنصت الولايات المتحدة الأمريكية اللحظة السانحة ليوم 11 سبتمبر في واشنطن ونيويورك ، بغية تنفيذ وقائع الإستراتيجية الأمريكية بالسيطرة الأمريكية على مناطق الأمة العربية كلها والعالم كذلك ، لأن الرؤية الإسـتراتيجية وأهدافها لا تتغير بتغير الأجواء العابرة والظروف الطارئة ، لذلك كان عملهم السياسي الإسـتراتيجي قد اِبتدأ منذ اليوم الأول للاِحتلال، مستثمرين أقوال عملائهم وادعاءاتهم حول اِستقبال قوات السطو الغزو والاِحتلال بالورود . . . تلك الاِدعاءات التي صدَّقوها أو التي أرادوا تصدِّيقها، فاِعتبروا النفط الكنـز المفقود الذي عثروا عليه، فأحاطوه بالرعاية والتصرف المنفرد وحققوا منه الأرباح الفورية التي تجاوزت خلال الأشهر الأربعة الأولى الأربعة مليارات دولار ( راجع العدد الماضي من هذا النشرة )، وهدموا بناء الدولة العراقية القائمة منذ عام 1921، ومزَّقوا الوطن إلى مناطق متعددة على أرضية مناطق حظرهم المديد وأوغلوا في تنفيذ رؤيتهم في كيفية تفتيت المجتمع، وأصبحت مقولات الطوائف والإثنيات (حقائق سياسية) على الأرض يتداولها العديد من الصحفيين المرتزقة وبعض الكتّاب الأيديولوجيين الذين انتهلوا زادهم من الرؤية السياسية والفكرية الأمريكية أو الموروث الطائفي أو التعليمات الإثنية التي يروجها بعض قادة الأحزاب الاِنعزالية، دون التطرق للعراق الواحد والمجتمع العراقي الواحد وأخذ مفاهيمه بنظر الاِعتبار مطلقاً.
كانت أهداف مدفعية السطو والغزو والاِحتلال الفكرية والسياسية تسـوغها وتسوقها –أو بالأحرى تشكل أرضيتها- حرب عاصفة الصحراء الأمريكية على العراق والحصـار الشـامل والمديد على المجتمع العراقي، اللذين توقفا بمجرد انتهاء الرؤية الأمريكية من إنجاز مفردات خطتها السياسية. ولكن ما هو دور البعض (العراقي) الذين نصبَّهم بول برايمر في المجلس الحاكم/المحكوم، بعد أنْ أثخنت المقاومة الوطنية العراقية الجراح في قوات الاِحتلال الأمريكية ؟ وكيف مدَّ لهم هذا المجلس طوق النجاة للغزاة المتزحلقين برمال العراق بغية الفوز بغنيمتهم التي هللت لها الشركات الأمريكية؟ وكيف مرروا جريمة غزوهم تحت وابل التحرير والحرية والديموقراطية والقبور الجماعية وظلم الحاكم السابق؟ والذي انتهى بتشكيل وزارة من دون رأس، وأوقفوا أدواتهم على مؤسستي الخارجية والنفط بغية تحريكهما في الاِتجاه الذي خططوا له ورسموه مسبقاً، إنَّ الإِجابة على تلك التساؤلات هو ما سنتناوله في العدد القادم إن شاء الله .
حصاد المقاومة
تعمِّق المقاومة الوطنية العراقية خيارها الكفاحي منتهجةً خطاً قتالياً واضحاً لا يقبل أية مسـاومة مع قوات الاِحتلال ، كونها تدرك إن العدو المحتل لا يفهم سوى لغة القوة والنضال المسلح . ضحاياه المقتولين برصاص المقاومين وقذائفهم ومتفجراتهم فرض على المحتلين التراجع في العديد من الطروحات السياسـية وأوقفوا بعض المواقف العملية التي أعلنوها . لقد عينوا مجلس الحكم بعد الحديث عن المستشارين . وهاهم اليوم يعودون لأجهزة الجيش القتالية والمؤسسات الأمنية لتكوين قوة مسلحة تحميهم . الأمم المتحدة التي أداروا الظهر لها ونفذوا الغزو وفق مخططاتهم يعودون لها عسى تستجلب لهم المزيد من القوات التي يمكنها دفع ثمن حماقاتهم وجرائمهم بحق العراق والعراقيين . الوعود بالاِنسحاب خلال عام بعد التمادي بعجرفة البقاء لمدة 5 ـ 10 سنوات . لقد تحول العراق بنظرهم الموقع الأمامي الأول لعالم الإِرهاب المزعوم . وكأن المقاومين الوطنيين العراقيين لا يدافعون عن أرضهم المحتلة وشعبهم المقيد وكرامة منجزات دولتهم التي هدرها الاِحتلال . . .
حصاد المقاومة من الفاتح من أيلول عام 2003 وحتى الخامس عشر منه.
ثم تسرد النشرة بيانات عن بعض العمليات اليومية التي نفَّذتها المقاومة العراقية، والتي تستطيع الحصول على معلومات عنها.
***
الملحق (12)
نِداءُ المقاوَمَّـة
نحوَ جبهةٍ وطنِّيةٍ مُوحَّدة للمقاوَمَّـة والتَّحْرِّيـر
العرِّاقُ باق ... والاِحتِّلال إلى زوال ٍ
نشرةٌ دوريةٌ يصدرها التَحَّالف الوَطَّني العِراقي ـ إعلامُ الخارج
العددُ السابع ، السنة الأُولى ، 1 / 10 / 2003
الاِفتتاحية
الأمريكيون عاجزون ولا حل إلا بوحدة وطنية مقاومة لقوات الغزو والاِحتلال
جاء الغزاة والمحتلون العسكريون الأمريكيون/البريطانيون للعراق على خلفية مصالحهم التي حددها سياسيوهم، وفرضوا نمط سياسي حاكم على شعبنا العراقي، فكيف كان ردود فعل العراقيين؟ لا داعي للقول أنَّ العراقيين واجهوا الغزاة المحتلين بشـكلين من الممارسة : إِحداهما مستسلمة لمنطق المحتلين متعاملة معهم، من ناحية، والأخرى مواجهة القوات الغازية بالمقاومة السلمية والمسلحة: وكلاهما عنيفان، من ناحية أخرى. لا داعي للتذكير بذلك لكونها وسمت وقائع كل تاريخ العالم، وفي كل مكان تعرضت أرضه ـ مثلما واجه مجتمعه ـ للاِحتلال العسكري ، حدث ذلك في الدول الأوروبية المتطورة في العالم الشمالي، وكذلك في الدول المتأخرة في العالم الجنوبي، ومجرد اِنبثاق مقولتي هزيمة ما هو متقدم وقليل متطور: الجيش النظامي، بما هو متأخر لكنه واسع: الشعب المسلح، واِستثمار عوامل الزمن يدلل على ذلك الاِتجاه الموضوعي في التطور الذي شمل إرادة كل شعوب العالم الحية وبلدانها المناضلة.
لقد واجه المستسلمون واقع الاِحتلال العسكري الأجنبي من خلال منطق الخنوع، بالرغم من مخالفة كل ذلك لمنطق أغلبيتهم السابق ودعايتهم الفكرية والسياسية التي اِحتوتها أدبيات بعضهم الحزبية . . . واجهوا الاِحتلال على أرضية طائفية وإثنية معاكستان لمعاني التطور العراقي الذي شهده المجتمع العراقي منذ ولادة الدولة العراقية في أعقاب المواجهة الشعبية الشاملة للغزو البريطاني وهزيمة منطق الاِحتلال الاِنتداب في عام 1920.
لقد جرى تأسيس مجلس الحكم الانتقالي بموافقة بول بريمر الذي اِحتفظ لسلطة الاِحتلال بحق الفيتو على أي قرار لا ينسجم مع المصالح الأمريكية . وجاء اِعتراف عضو المجلس المدعو يونادم يوسف كنو حول الطبيعة التكوينية لهذا المجلس: ((الأثنية والطائفية)) ليعطى الاِعتراف الصريح بالقرار الأمريكي والإقرار بما نجم عنه، رغم إدعاء البعض بغير تلك الحقيقة، جاء إقراره ذاك بمناسبة تشكيل ((مجلس الوزراء)) الحالي الذي اِحتفظ المندوب الأمريكي برئاسته العملية، وليس الرسمية فقط ، من خلال قول يونادم كنو التالي: ((إنَّ مجلس الوزراء يضم في صفوفه 13 من العرب الشيعة . و5 وزراء من العرب السنَّة . و5 أكراد ، وتركمانياً واحداً . ومسيحياً واحداً)) مؤكدا حيثيات التشكيل بتوضيحه الآتي : ((إنَّ التوزيع الطائفي والعرقي لأعضاء الوزارة تم وفق تركيبة مجلس الحكم الانتقالي))، أي أنَّ هذا التكوين من حيث اِنتمائه جاء منسجماً مع المخطط السياسي الذي فرضه الأمريكيون منذ فترة ما بعد عدوانهم الواسع على الدولة العراقية في 17 / 1 / 1991 الذي يعَّد أبرز عناوينه تتمثل بمناطق الحظر الشمالية والجنوبية من أجل تكريس تمزيق الدولة العراقية إلى واقع ملموس في مناطق ثلاث، وتفتيت المجتمع إلى أثنيات وقبائل وأديان ومذاهب، كون ذلك هو المقدمة الضرورية لإثارة فتنة الاِقتتال العمودي في المستقبل مما سيفسح المجال واسعاً، إلى تجزئة العراق على طريق إلغائه من أية فاعلية على صعيد المنطقة العربية والإسلامية، ولصالح السياسة الإستراتيجية لكيان الاِغتصاب الصهيوني، كما رآه قادة الكيان الاستراتيجيون/المفكرون منذ سنوات تجاوزت العشرين عاماً، وفقاً لوثيقة أدونين السياسية/الفكرية. ولكن كيف واجه الشعب العراقي ذو الماضي المقاوم والحاضر الذي يحث على العنفوان والمجد والكفاح . . . كيف واجه المحتلين العسـكريين الغزاة المحتلين، وكيف تعامل مع مخططاتهم السياسية الخبيثة والمسعورة ؟ ، ذلك ما سـنتحدث عنه في الحلقة الرابعة من مقالتنا الاِفتتاحية.
حصاد المقاومة:
الصراع العنيف هو طابع الموقف السياسي الراهن في العراق، تلك هي الحقيقة الشاخصة التي يحاول الأمريكيون إغفالها أو تحاشي الحديث عنها، تاركين أحاديث الدعاية المخاتلة لعملائهم يروجونها في كل مناسبة. تلقي الحقيقة الشاخصة تلك بتأثيراتها على لجانهم ومؤتمراتهم ونشاطهم السياسي في الحكومة الأمريكية، وتحرك أركانها من ((المحافظين الجدد)) و((المسيحيون المتصهينون)) الدبلوماسي في كافة المجالات الدولية الخاصة: عبر التشاور الثنائي، أو العامة: أي في الأمم المتحدة .
بعض أعضاء مجلس الحكم الذي كان للمندوب الأمريكي السلطة السياسية المطلقة بدؤوا يجأرون في الشكاوي عن أدوارهم المحدودة، وحتى مقرات البعض منهم لم تسلم من التفتيش وطابع التعسف اللامحدود الذي تتبعه القوات الأمريكية الأمر الذي يكشف طابع الزيف عن الحرية والديموقراطية التي سوقوها. الأمريكيون ضمنوا المراكز الأساسية في تركيبة الوزراء المعينين: الخارجية والنفط والثقافة، مثلما اِحتفظوا برئاستها كما يبدو من عدم تعيين أَي رئيس للوزراء. المحتلون وعملائهم يظنون أنَّ مسألة المقاومة هي مسألة إعلامية فأوغلوا باِتخاذ القرارات المنافية للحرية الإِعلامية بحق العديد من الفضائيات، كما وجهوا الاِتهامات العشوائية إلى هذه الدولة المجاورة أو تلك. المقاومة الوطنية الباسلة: الشعبية: المسلحة منها أو السلمية ستجبرهم على الاِعتراف بالحقائق الوطنية الملموسة، وما سينجم عنها من رحيل للمحتل ، وعلى هذا الطريق سجلت المقاومة الوطنية المسلحة الاِشـراقات الثورية التالية:
(وهنا، تسرد النشرة سلسلة العمليات اليومية)


حسن خليل غريب
لبــنان في أيلول / سبتمبر 2003


السبت 26 ربيع الاول 1425 / 15 آيار 2004