الجمعة، أيلول ٢٩، ٢٠٠٦

كتاب المقاومة الوطنية العراقية 7

معركة الحسم ضد الامركة
بقلم : حسن خليل غريب

الفصل السادس
رؤية في صياغة أسس جبهوية وطنية وقومية في تجربة المقاومة العراقية

تمهيــــد :
للمقاومة الوطنية العراقية ميزاتها غير المسبوقة في تاريخ الثورات في العالم، وتلك من المسائل الطبيعية في أن تتميز كل ثورة عن الأخرى، استناداً إلى خصوصيات الشعوب والإيديولوجيات.
من أهم ميزات تلك المقاومة، أنها انتقلت –بواسطة إيديولوجيا حزب البعث العربي الاشتراكي- مباشرة من مرحلة موقعها في السلطة إلى مرحلة الثورة عبر الكفاح الشعبي المسلَّح. وهذا من أهم الدلائل على أن الحزب كان في الوقت الذي يمارس فيه السلطة كانت يده –باستمرار- على زناد الثورة.
وعلى العكس من ذلك كان قادراً على أن يمالئ دول العدوان ويتواطأ معها على سرقة ثروة العراق وحقوق العرب، خاصة في فلسطين؛ وهذا ما كان يضمن له البقاء في السلطة. ولكنه لم يفعل، فكان الاحتلال العسكري هو أهم ذيول الممانعة التي رفعها حزب البعث وأمينه العام في وجه المشاريع الاستعمارية([1]).
احتفل الغزاة بإسقاط تمثال الأمين العام للحزب في ساحة الفردوس في بغداد، في التاسع من نيسان من العام 2003م، إعلاناً منهم بانتهاء الحرب، وكأنهم بذلك يؤكدون أن حزب البعث انتهى بانتهاء سلطته السياسية في الحكم.
ترافق الإعلان الأميركي، عن احتلال بغداد، بموجة همجية منظَّمَة من السرقة والنهب والفوضى، قادها وأشرف على تفاصيلها عملاء المخابرات الأميركية، من العراقيين الذين عادوا إلى العراق على دبابات الاحتلال. وكان من أهم أهدافها ما يلي:
- أن يستفيد العملاء من سرقات البنوك والمؤسسات العراقية لتعزيز رصيدهم، وهم الذين عادوا –بمثل تلك الطريقة- من أجل نهب ثروات وطنهم واقتسامها مع قوات الاحتلال.
- إحراق كل مؤسسات الدولة، بأمر وتوجيه من المؤسسات التابعة للشركات الكبرى، من أجل التزام إعادة إعمارها على حساب ثروات العراقيين الوطنية.
- سرقة الآثار من المتاحف، بالتنسيق مع عملاء للمافيات العالمية، للاستفادة من عائدات أثمانها. كما تؤدي إلى غرض آخر، وهو تدمير كل مظاهر الحضارة العراقية عبر التاريخ.
- إحراق المكتبات وما تحتويه من مخطوطات نادرة تؤرخ للحضارة العراقية، والحضارة العربية والإسلامية. وهو ما يؤدي إلى أهداف لها علاقة بتجهيل الأجيال القادمة بتاريخهم الحضاري.
- إحراق تجهيزات المعاهد العليا والجامعات ومراكز الأبحاث من أجل إعادة العراق إلى مرحلة من التخلف العلمي، وهو الذي أثبت جدارته ببناء أنظومة علمية متقدمة، أثارت الخوف والرعب في نفوس أصحاب الشركات الكبرى.
في غمرة الفوضى العارمة، التي أشاعتها قوات الاحتلال وسمحت بها، بالتعاون مع عملائها. وما كاد الإعلام الأميركي، إعلام الغزاة الذين لا يريدون ما ينغِّص عليهم انتصارهم العسكري النظامي، يعلن انتصار القوات الأميركية في العراق، حتى كانت في الجهة الأخرى ترتفع زنود الأبطال العراقيين، بقيادة الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، منذ العاشر من نيسان من العام 2003م([2])، تاركة مواقع السلطة، منخرطة في فعاليات الثورة، لتصلي جنود الغزاة لهباً وناراً حامية. وفعاليات الثورة تقوم على الإيمان بالكرامة الوطنية التي هي الوحيدة التي تعيد التوازن بين إمكانيات المتصارعين غير المتكافئين بقواهما العسكرية([3]).
كانت المفاجأة هي العامل الذي ميَّز ظهور المقاومة الوطنية العراقية. وجاءت من أن مراهنات المراقبين المتفائلين-بعد دخول الغزاة إلى بغداد- كانت تحسب بضعة شهور، على أقل تقدير، للتأسيس لمقاومة شعبية. وظلَّت المفاجأة مفاجأة عند الأكثرية الساحقة من المراقبين من دون أن تجد لها تفسيراً عندهم.
ولهذا سنقوم بدراسة موضوعية لاتجاهات حزب البعث الاستراتيجية، فكرياً وسياسياً ونضالياً، حول مسألة الصراع مع الاستعمار أو أي احتلال آخر، لنبيِّن فيها ما يجلي الصورة تماماً وينفي عامل المفاجأة لتحل مكانه الرؤية الاستراتيجية للمقاومة الوطنية العراقية في هذه المرحلة بالذات.
عندما كان نظام الحزب في العراق داخلاً في مواجهة سياسية ضد التحالف الأميركي الصهيوني، كان يعرف -تمام المعرفة- مضامين المشروع الإمبراطوري الأميركي، وكانت قيادة الحزب والثورة في العراق تدرك أن أهم أهداف هذا المشروع تُبنى على أساس احتلال العراق للسيطرة على ثروته النفطية من جهة، واستئصال فكر الثورة العربية التي يعمل حزب البعث على هديه من جهة أخرى.
كانت خطورة فكر حزب البعث واضحة على مستقبل الاستعمار في الوطن العربي، وهذا ما دلَّت عليه مضامين المشاريع الأميركية المتتالية –منذ الخمسينيات-وأصبحت الرؤية حول خطورة فكر الحزب أكثر وضوحاً لعقود خلت، منذ بداية الحملة المنظَّمة على الحزب وثورته في العراق، عندما بدأت أجهزة المخابرات المرتبطة بالحلف الصهيوني الاستعماري الأميركي تستقصي قوة الحزب وانتشاره في الوطن العربي والعالم، وطروحات الحزب التنفيذية في العراق، وصولاً إلى المشروع الذي وضعه الحاكم الأميركي في العراق، أمام مجلس الحكم الانتقالي لتنفيذ مضمونه([4]).
لكل تلك الأسباب كانت القيادة في العراق تُعد لمترتبات الثورة لمرحلة ما بعد الاحتلال الأميركي للعراق. ومن بديهيات الاستراتيجيا الحزبية هو اعتماد حرب التحرير الشعبية كأحد الأساليب المتاحة لإحداث توازن بين قوة الاستعمار العسكرية النظامية وإمكانيات الشعوب التي تتعرض أراضيها للاحتلال.
كان الإعداد المسبق لمترتبات حرب التحرير الشعبية هو العامل الغائب عن رؤية المراقبين. وقد دلَّت وقائع المعارك العسكرية صحة ومصداقية ووجود ترابط في رؤية قيادة الحزب بين مرحلتيْ الصدام العسكري بين العراق وقوى العدوان. وأخذت نتائج الجدال حول عفوية المقاومة العراقية وتنظيمها المسبق تدل على أن الإعداد لها -برجالها وسلاحها وإمكانياتها- كان إعداداً مسبقاً. وإذا ما انكشفت تلك الخصوصية الاستراتيجية للمقاومة الوطنية العراقية -الآن- يزول عامل المفاجأة مما حصل في 9/ 4/ 2003م، وهو ما يُعرَف بسقوط بغداد تحت الاحتلال.
وعلى خلاف ما يحاول البعض أن يثير الخوف منه، وهو إمكانية أن يمارس حزب البعث العربي الاشتراكي أسلوب الفئوية في العمل المقاوم، يرشح على ساحة المقاومة الكثير من وقائع الميدان، ومما تتضمنه بيانات كل فصائل المقاومة العراقية، بما يعيد الاطمئنان إلى النفوس من أن واقعها الآن يسير في اتجاهات وطنية واضحة، سواء من المنظار الفكري والسياسي أو من منظار الواقع العملي على الأرض. وهذا ما سوف نقوم بتوضيحه بطريقة توثيقية في مراحل قادمة من هذه الدراسة.
أولاً-تأثيرات المقاومة العراقية في وقف تنفيذ أهداف الاحتلال
1-المشهد العام في ظل غياب المقاومة
لو لم تولد المقاومة الشعبية العراقية، لكانت صورة المشهد على الساحة العراقية، والعربية، والدولية، على الشكل التالي:
أ-سيطرة عسكرية أميركية كاملة وهادئة وهانئة، يتجول فيها جنود الاحتلال في شوارع المدن العراقية بزهو يتوِّجه الانتصار العسكري. ولعاد الجنود إلى بلادهم يروون قصص البطولات الخيالية التي تتسابق شركات السينما الأميركية لشراء مذكرات وقصص من هذا أو ذاك من الجنود الأميركيين الذين شاركوا في العدوان على العراق.
ب-يفسح استتباب الأمن مناخاً أمنياً مناسباً وأساسياً لانتشار سيطرة الرساميل الأميركية الكبرى، وخاصة تلك التي يشارك برأسمالها أو بمجالس إدارتها أعضاء في الإدارة الأميركية الحاكمة، من حيث احتكار حق التصنيع وحق توزيع وبيع إنتاج تلك المصانع؛ أو من حيث احتكار مشاريع إعادة الإعمار، أو استثمار النفط في العراق([5]).
ج-سيطرة كاملة على كل مخزون النفط في الوطن العربي، بحيث تمول الحروب نفسها بنفسها أولاً، وتفتح آفاقاً واسعة من أبواب العمل أمام رأسمال الشركات الأميركية الكبرى([6]).
د-كان اللوبي الرأسمالي، الداعم لإدارة الرئيس بوش الابن، يعد نفسه بإعادة انتخابه لولاية ثانية في العام 2004م، ليبقى تحت سيطرة ابتزازه، لمتابعة تنفيذ حلمه في السيطرة على العالم، بعد أن تستقر له الأوضاع في العراق.
هـ-سلطات عراقية يقودها العراقيون القادمون على دبابة الاحتلال، ذات دور مرسوم ومخطط ومأمور بتوجيهات وقرارات الشركات الرأسمالية الأميركية الكبرى.
و-شعب عراقي، بتياراته الحزبية والسياسية والثقافية والفكرية، يتمتع –شكلاً- بحق القول والتظاهر والاحتجاج، على أن لا تشمل التحريض ضد قوات الاحتلال تحت طائلة منعها بالقوة؛ وعلى أن يلتزم بموجبات حرية رأس المال، التي لا تقبل الجدل حول أولوية مصالح الدول الكبرى، حتى لو سرقت –وهي حتماً سوف تسرق- كل ثروات الشعب العراقي، لو تمكَّنت الولايات المتحدة الأميركية من تنفيذ مخططاتها.
ز-أنظمة عربية تخشى أن تواجه سيد العولمة الأميركية، تضع كل أجهزتها السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية في خدمة السيد الرأسمالي ومصالحه، على أن تنال جوائز ترضية من فتات ما سوف تسرقه الشركات من ثروات الشعب العربي، وتنال –أيضاً- حماية تضمن بقاء المتواطئين مع المشاريع المعادية لأمتهم في السلطة السياسية.
ح-تراجع المقاومة الفلسطينية، وتنامي فرص تحقيق المشروع الصهيوني في فلسطين والأقطار العربية الأخرى.
ط-دول العالم الأخرى –حتى تلك المنتمية إلى نادي رأس المال الدولي- تقف على أعتاب القيصر الأميركي، تطلب رضاه وموافقته على ما يجود به عليها بالمشاركة ببعض المشاريع الاقتصادية؛ ولكن هذا الرضا لن يبقيها بعيدة عن أوامره، وبما يبقيه المسيطر الوحيد على قرار دول العالم السياسي والأمني. ذلك القرار الذي يضمن سيطرته على اقتصاديات الدول الأخرى، ويأتي على رأسها الثروة النفطية التي حافظت على أهميتها في أولويات الاقتصاد العالمي من حيث أنها الطاقة الوحيدة المحركة للمصانع ووسائل النقل والآلة العسكرية.
2- المشهد الراهن في ظل وجود المقاومة
من ضمن ذلك المشهد المفترَض لنتائج الهيمنة الأميركية على العراق فيما لو لم تنطلق المقاومة الوطنية العراقية، يمكننا أن نرسم المشهد الواقعي –في المرحلة الراهنة- على صعيد واقع حال قوات الاحتلال وعلى واقع حال الإدارة الأميركية، وواقع الحال الذي نفترض تناميه على الصعيدين العربي والدولي:
أ-استناداً إلى كل التقارير الميدانية على الساحة العراقية، أي إلى كل ما له علاقة بوضع جنود الاحتلال، وما له علاقة بشريحة سياسية واسعة في الولايات المتحدة الأميركية، وإلى كل ما له علاقة بالشارع الأميركي وبشكل خاص كل ما له علاقة بأهالي الجنود الأميركيين المشاركين باحتلال العراق. لكل تلك الوقائع يمكننا القول إن ما توهَّمت الإدارة الأميركية، بدعم من مؤسسات الدراسات التابعة للشركات الرأسمالية الكبرى، أنه نصر، قد تحوَّل إلى هزيمة تكابر الإدارة الأميركية عندما لا تعترف بها([7])، وهي لا تزال تراهن على القضاء على المقاومة العراقية، وتحشد لذلك كل الإمكانيات والسُبل.
ب-من أهم السُبُل التي تعمل من أجل تحقيقها هي عودتها –ولكن بمكابرة وعنجهية- إلى الضغط على كل دول العالم –ومنها بعض الأنظمة العربية والإقليمية([8])، المستسلمة لإرادة السيد الأميركي- في سبيل تقديم الدعم العسكري والمالي، للتخفيف من وطأة المأزق الواقعة فيه([9]).
بعد أن أخفت الإدارة الأميركية حاجتها الماسة إلى مساعدة دولية تنقذها من المأزق الذي وضعتها فيه المقاومة الوطنية العراقية، وبعد إلحاح من المعارضين، وحتى من دوائر الإدارة الحاكمة ذاتها، أخذت الإدارة الأميركية تعمل من أجل أن تتنازل عن الكثير من عنجهيتها، فدخلت في مساومة سياسية تعتمد المنطق التجاري مع الأطراف الدولية الكبرى في الأمم المتحدة من أجل الحصول منهم على الدعم المالي والعسكري. و على الرغم من أن تلك المساومة قد تطول إلاَّ أن الإدارة الأميركية لن تجد مخرجاً آخر لتجاوز المأزق إلاَّ من خلاله([10]).
تحت تأثير ضربات المقاومة العراقية، انتقل خطاب الغرور الأميركي من تهديد الدول الأخرى بأن أميركا تستطيع خوض الحرب بمفردها، إلى حافة طلب النجدة من تلك الدول. وتتمظهر حالات التراجع الأميركي الحاد من خلال استنجاد أعضاء الإدارة الأميركية بالدول الأخرى، وأكثرهم تعبيراً عن شدة المأزق الأميركي هو الرئيس جورج بوش الابن. وكان خطابه أمام شلَّة من الجنود الأميركيين العائدين من العراق بتاريخ 12/ 9/ 203م، هو الأكثر تعبيراً([11]).
ج-وضعت المقاومة العراقية قوات الاحتلال أمام عدد من المآزق، ومنها:
-الاستنزاف البشري بين الجنود الأميركيين بحيث تحصد المقاومة العراقية –يومياً- عدداً منهم، والذي قد يصل إلى حدود لا تستطيع الإدارة إخفاءه أو التستر عليه، كما تفعل الآن. ويزداد مأزقها لأنها لن تستطيع أن تعيد هؤلاء الجنود إلى بلادهم بسبب عدم توفر البدائل([12])، وهذا المأزق سوف يضعها أمام حقيقة مخيفة من أن تتمرد بعض القطعات العسكرية الأميركية على أوامر القيادة السياسية في العراق. وهذا بالتالي سوف يعقِّد مهماتها ويبطل مفاعيل ضغوطاتها على دول العالم الأخرى من أجل مشاركتها، في ما تسميه تضليلاً، إعادة إعمار العراق.
-أبطلت مفاعيل ضغوط الشركات الأميركية الكبرى على أعضاء مجلسي الشيوخ والكونغرس من أجل تجديد موازنة عسكرية تسمح بتمويل الحملة العسكرية في العراق([13]) قد تطول إلى أمد غير محدود. وحتى تلك الشركات سوف تحجم عن تغطية نفقات عمل عسكري لن يدر عليها أية فوائد أو أرباح، أو على الأقل لن يوفر لها عامل الأمن المناسب لتشغيل رساميلها في أية مشاريع في العراق.
- منعت قوات الاحتلال من استغلال مرفقين مهمين يشكلان أساس الأهداف العدوانية للإدارة الأميركية، وهما إنتاج النفط وفتح مطار صدام الدولي. وبدون السيطرة على هذين المرفقين، سوف تتواجه الإدارة الأميركية بأهم العوائق، وسوف تُثار في وجهها أهم الاعتراضات والممانعات من داخل البيت الأميركي، واستغلال هذا الفشل لإسقاط الإدارة الحالية([14]).
- زال حلم لوبي الإدارة الأميركية من الفوز بترحيب الشعب الأميركي بما أقدموا عليه، وحلَّ بدلاً منه تحميلهم مسؤولية المغامرة ومحاسبتهم عليها([15]).
- أبعدت الرئيس بوش، الذي تحمَّل جريمة شن العدوان على العراق، عن حلم التجديد له لولاية ثانية. فهو كان يحلم بأن احتلال العراق سوف يمهِّد الطريق أمامه للبيت الأبيض، لكن الاحتلال –نفسه- أصبح العائق الأساسي الذي يحول دون التجديد له([16]).
- عرقلت تشكيل مجلس حكم انتقالي في العراق، وفرضت تأجيل تشكيله إلى فترات زمنية أكثر مما كان مخططاً له. وبعد إعلان ذلك التشكيل، فرضت على كل المرجعيات العربية والدولية الرسمية أن تفلت من ضغوطات الإدارة الأميركية للاعتراف الصريح والواضح بذلك المجلس.
- أعادت الثقة إلى نفوس أوسع الجماهير العربية، كما أعطتها مفاهيم جديدة لمعاني النصر والهزيمة، وقلبت موازينهما ومكاييلهما التقليدية.
- فرضت نفسها على قرارات عدد من الأنظمة الرسمية العربية، وهي تُظهِر - في هذه المرحلة- التردد عن اتخاذ قرارات على مقاييس المصلحة الأمنية والسياسية للقوات المحتلة في العراق. وهي وإن لم تصل إلى حدود الممانعة المؤثرة على قرارات الإدارة الأميركية –وهي لن تصل- إلاَّ أنها تميَّزت برفض الرضوخ التام لضغوطها.
- أعاد ثبات جهد المقاومة العراقية الوعي -من جديد- إلى بعض الدول الكبرى، وشدَّ من أزرها، في العودة إلى إحياء حلمها في إنشاء عالم متعدد القطبيات، وتجلَّت تلك المواقف في عودة التشدد النسبي إلى مواقف بعض الدول. وأخذت تتحصَّن وراء المأزق الأميركي، وحاجة الإدارة الأميركية إلى الدعم والمؤازرة، لكي تفرض عليها بعض الشروط التي تقلل من جموحها نحو الهيمنة على العالم([17]). لكن يبقى الخوف من أن تتَّخذ تلك الدول قرارات تتَّسم بالميوعة لأن الزئبقية في مواقفها سوف تبقى السمة الملازمة لها، فهي لا تريد أن تقطع كل خيوط ارتباطها مع الإدارة الأميركية قبل أن يلوح في الأفق ما يدل على أن المقاومة العراقية أصبحت من التأثير على قاب قوسين أو أدنى من طرد قوات الاحتلال.
لكن – وحيث إن قرارات الدول الرسمية تستند إلى مصالح خاصة- يُخشى من أن تتواطأ مع الاحتلال الأميركي – باتخاذ قرارات في غير صالح العراق- إذا اعترفت لها الإدارة الأميركية بالمحافظة على بعض مصالحها. وكأسلوب للضغط على حكومات تلك الدول، لا بُدَّ من أن تعمل الحركة الداعمة للمقاومة العراقية من أجل خلق احتضان إنساني عالمي لها، تكون الغاية من ورائه إعادة الضمير الإنساني إلى حالة متوثِّبة من الوعي، فيشكل ضغطاً على الحكومات الرسمية، بحيث يعيد التوازن بين المصالح الخاصة للدول وبين المحافظة على القيم الإنسانية المتعلقة بمنع تشريع العدوان أياً تكن اتجاهاته. ونحن نعتقد أن الشارع العالمي بما فيه من مؤسسات ذات أهداف إنسانية وأخلاقية واجتماعية، فكرية وثقافية وسياسية وحزبية، هو الذي سوف يُجبر الأنظمة الرسمية للدول الكبرى، التي كانت ممانعة للعدوان على العراق، إلى الامتناع عن الانزلاق باتجاه المصالح المادية على حساب القيم الإنسانية.
ثانياً : قراءة فكرية سياسية في وطنية المقاومة عند حزب البعث
لا تنفصل مقاييس الوطنية في المقاومة الشعبية المسلَّحة عن المضامين الفكرية للتيارات المنخرطة فيها. وحيث إن التيار الرئيسي الذي يُسهم في مقاومة الاحتلال في العراق هو حزب البعث العربي الاشتراكي، نرى من المفيد أن نلقي بعض الأضواء حول رؤيته للعمل الجبهوي المقاوم. فما هي المضامين الفكرية لحزب البعث العربي الاشتراكي حول الوحدة الوطنية؟
تنص الفقرة الثانية من المبدأ الثاني من دستور الحزب على أن: »قيمة المواطنين تقدَّر –بعد منحهم فرصاً متكافئة- بحسب العمل الذي يقومون به في سبيل تقدم الأمة العربية وازدهارها دون النظر إلى أي اعتبار آخر«([18]). ولهذا يرفض الحزب أية رابطة غير الرابطة القومية بين أبناء الأمة، وأكَّدت المادة الخامسة عشرة من الدستور على أن: »الرابطة القومية هي الرابطة الوحيدة القائمة في الدولة العربية، التي تكفل الانسجام بين المواطنين، وانصهارهم في بوتقة واحدة. وتكافح سائر العصبيات المذهبية والطائفية والقبلية والعرقية والإقليمية«([19])، على أن ترتبط بعلاقات إنسانية مع سائر الدول بحيث » ترمي إلى المساهمة مع الأمم الأخرى في إيجاد عالم منسجم حر آمن، يسير في سبيل التقدم الدائم«([20]). ولا يمكن أن يتحقق الانسجام في ظل عوائق الاستغلال الاقتصادي الذي تمارسه الدول الاستعمارية على دول العالم الثالث. فلن تتأمَّن شروط إيجاد الانسجام بين الأمم وتيسير خطوات التقدم إلاَّ بأن »يناضل العرب، بكل قواهم، لتقويض دعائم الاستعمار والاحتلال وكل نفوذ سياسي أو اقتصادي أجنبي في بلادهم«([21])، ولهذا السبب قرَّر الحزب في الفقرة (أ) من المادة السادسة من مبادئ الدستور العامة »النضال ضد الاستعمار الأجنبي لتحرير الوطن العربي تحريراً مطلقاً كاملاً«([22]).
ولأن الاستغلال الاستعماري لا يستثني، في تطبيق أهدافه، هذا الدين أو ذلك المذهب، هذه القومية أو تلك، يرى حزب البعث أن عبء طرد الاحتلال لا يمكن أن يتم إلاَّ بناءً على أسس وطنية جامعة، تشترك فيها كل طبقات الشعب الاجتماعية واتجاهاته الدينية والمذهبية.
وما ينطبق على الجبهة الوطنية في القطر الواحد ينطبق على الجبهة القومية على كامل الساحة العربية، وقد أكَّدت مؤتمرات الحزب في العراق على أن علاقات المواطنين العرب تنبني على أساس الرابطة الوطنية في إطار القطر الواحد، وعلى أساس القومية في إطار الوطن العربي الكبير ([23]).
أما حول التنوعات الطبقية والسياسية والدينية، فلا يجوز أن تشكل عوائق في طريق أية جبهوية لتحرير الأرض؛ فالدفاع عن الوطن ملزم للجميع وليس خاضعاً للحرية الفردية. أما حول المعتقد الديني فهو اختيار ذاتي وحر وليس للدولة أي تدخل فيه، لكن على قاعدة رفض الأمراض »التي تنطوي عليها الخصوصية المحلية أو الدينية أو القومية«، ورفض كل تناحر »بين دين ودين، وبين طائفة وأخرى، أو فرقة وأخرى«([24]). ويقيِّم الحزب »الإنسان على أساس عمله«. أما حول طريقته في اختيار المذهب الديني فهي ليست من اهتماماته([25]).
واستناداً إلى استراتيجية الحزب الفكرية، أسَّس النظام السياسي للحزب في العراق لبناء عدد من الجوامع الوطنية، ورفض كل نزعة عرقية أو دينية مذهبية تعمل على تخريب اللحمة الوطنية بين شتى التعدديات الدينية والمذهبية والعرقية. وهو يمارس دوره في المقاومة على أساس هذه المفاهيم([26]).
إن الثقافة الوطنية، التي أسس لها حزب البعث في العراق، لم تلق قبولاً عند التيارات السياسية التي تقوم أهدافها على أساس الثقافة الدينية أو المذهبية أو العرقية؛ ولذلك ظهرت على الساحة العراقية، بعد الاحتلال، تلاوين تلك التيارات، التي غلَّبت انتماءاتها الطائفية، أو العرقية، على الانتماء للوطن. وهي عندما أضاعت البوصلة الوطنية خلطت بين الدفاع عن المذهب والدفاع عن الوطن، وهذا الخلط ألغى المسافة الفاصلة بين الكرامة الوطنية والخيانة الوطنية. لكن هذا لا يعني على الإطلاق أن مبادئ الدين في الأخلاق والقيم الإنسانية تتضمن ذلك الالتباس لأنها واضحة تماماً ولا تحتاج حتى إلى فتوى دينية بالجهاد عندما تتعرض أرض المسلمين إلى الاحتلال([27])،إنما الأهداف السياسية لبعض التيارات الدينية السياسية هي التي أوقعت بعض المسلمين في الالتباس والغموض.
أصبح من غير المستغرَب –في العراق اليوم- رؤية التيارات السياسية، التي لا تتوافق أهدافها الفئوية مع الأهداف الوطنية الجامعة، تنخرط في صف قوات الاحتلال، وراحت تتعاون معه بشكل ملفت للنظر ومثير للاستهجان، وهي لم تتورَّع عن إعلان أهدافها الأساسية –قبل الاحتلال وبعده- المتمثلة باجتثاث الجذور الفكرية الوطنية الجامعة تحت ذريعة أن تلك الجذور مبنية على أساس الفكر الوضعي، الذي لم يُوجَد –كما تحسب تلك التيارات- الا لمحاربة الإسلام؛ وقد مارست بعض الفصائل ذلك فعلاً من خلال ملاحقة ومحاربة واعتقال أعضاء أي تيار سياسي يمارس المقاومة ضد الاحتلال، وبشكل خاص المقاومين البعثيين([28]).
إن ما يظهر في العراق –في هذه المرحلة- من انقسامات مذهبية ودينية وعرقية، هي من صناعة وتنفيذ واستهلاك التيارات الدينية والمذهبية السياسية التي تعمل تحت ستار الدين أو المذهب، والتيارات العرقية المدفوعة لتخريب اللحمة الوطنية العراقية. وتجد قوات الاحتلال الأميركي، في تلك الانقسامات، ما يخدم تكتيكاتها في زرع الفرقة والتفتت في الجسد الوطني العراق. ولهذا السبب تستغل الانقسامات المذهبية والعرقية، فتغذيها من خلال تضخيم متعمَّد لدور هذا المذهب أو ذاك، أو دور هذا العرق أو ذاك، بحيث تتم ممارسة هذا الأسلوب على حساب الوطنية العراقية، والقومية العربية([29]).
أما واقع الحال الفعلي لاتجاهات الشعب العراقي، فبرزت من خلال نضالاته التاريخية ضد كل قوة محتلة، وتعمَّقت خلال مرحلة حكم حزب البعث، فلم يعتمد القسر، إنما الاقناع والتوجيه، القائمان على عمق التربية الوطنية والقومية، من خلال تحويل اتجاهات الشعب من المذهبيات الضيقة إلى رحاب الجوامع الوطنية([30]).
لم تكن الدعوات التي تتستَّر بالدين تعبِّر عن مبادئ الدين الأخلاقية والإنسانية، لأن مبادئ الدين تدعو إلى إعلان الموقف العقائدي الصحيح ضد الاحتلال الأميركي في العراق، والمتمثل بالجهاد (المقاومة العسكرية) إذا احتُّلَّت أرض المسلمين، وليس في مفاهيم الجهاد ما يُعرَف»المقاومة السلمية«([31])، ولم تكن الدعوات إلى اعتماد أسلوب »المقاومة السلمية« محصورة بمذهب من دون المذاهب الأخرى، بل كانت أسلوباً دعت إليه تيارات مذهبية عدة([32]).
كانت الدعوة إلى المقاومة السلمية، في العراق، تعبِّر عن أهداف سياسية تتستر بالدين من أجل تمرير تلك الأهداف، بل كانت الأهداف السياسية لتلك التيارات يتم تغليفها بلباس ديني أو مذهبي. وإذا كان ذلك ليس صحيحاً، فكيف نفسِّر التناقض الحاصل بين تجربتين –على صعيد المقاومة- في كل من لبنان والعراق؟
في جنوب لبنان –قبل تحريره- كان لا يجوز الحوار مع العدو الصهيوني المحتل ومع المتعاونين معه، بل لا يجوز إلا القتال ضدهما بكل الوسائل والأساليب. بينما تنقلب الآية في العراق، فيصبح المسموح هو الحوار مع العدو الأميركي – البريطاني المحتل، ويتحول الموقف من عملائه إلى مؤيد ومدافع عنهم.
على الرغم من أن عدداً كبير من اللبنانيين قد استقبلوا الاحتلال الصهيوني، في العام 1982م، بنثر الأرز، إلاَّ أنهم انخرطوا –بعد تصاعد المقاومة الوطنية اللبنانية- في صفوف المؤيدين لها، بل وأحياناً في المشاركة فيها. ومن بعدها أصبحت تهمة الخيانة هي التهمة الفعلية التي حُوكِم كل الذين استمروا في التعاون مع العدو الصهيوني. وأصبح ما يصح على قتال العدو الصهيوني يصح على عملائه؛ وهذا الوصف والموقف هو صحيح بالمقاييس الوطنية. بينما أن تنسج بعض شرائح من العراقيين علاقات مع العدو الأميركي والبريطاني المحتل وتتعاون معه، في الوقت الذي انطلقت فيه المقاومة العراقية مباشرة بعد الاحتلال الأميركي، فكيف يتحول موقفهم وتعاونهم إلى نوع من الحوار المشروع، أو كما ينسبه بعض رجال الدين، أو بعض التيارات السياسية الدينية في لبنان إلى نوع من الاجتهاد([33]
فما يجوز هنا، يجب أن يكون جائزاً هناك، وما هو مرفوض هنا يجب أن يكون مرفوضاً هناك. وإن ازدواجية المعايير تعود إلى أن بعض التيارات أو الشخصيات، التي تعاملت مع الغزاة –قبل الاحتلال وبعده- شوَّهت عدداً من القيم الدينية أو المذهبية؛ تلك القيم التي ترفض –علىالإطلاق- كل احتلال، وتدعو إلى قتاله أياً تكن الظروف التي تمَّ الاحتلال في ظلها.
ليس هناك خوف من انعكاس ازدواجية المكاييل التي تمارسها الحركات الدينية السياسية في العراق، وليس هناك خوف من أن تنعكس على اتجاهات الشارع العراقي بشكل تمايز مذهبي من الاحتلال، وهي المخاوف التي يبديها الكثيرون من المراقبين استناداً إلى إعطاء شهادات بالوطنية لمذهب دون الآخر، لأن واقع الأمر هو غير ذلك تماماً. فالتمييز بين مواقف القيادات المذهبية السياسية وبين القواعد التي تنتمي إلى هذا المذهب أو ذاك أمر واقع وحقيقي، كما تدل عليه بعض التحليلات السياسية لأكثر من مراقب([34]).
بالإجمال، لا بُدَّ للمقاومة العراقية من أن تعمِّق اتجاهاتها ووسائلها من أجل أن تصبح وطنية، بالفعل، على الأسس التالية:
أ-من ثوابت الوطنية الإيمان بحق الشعب الذي احتُلَّت أرضه أن يحررها بشتى الوسائل، ويأتي على رأسها المقاومة الشعبية المسلَّحة([35]).
ب-اعتبار كل مواطن، وكل تيار سياسي، يقوم بالتعاون مع الاحتلال، بمثابة احتلال؛ وتنطبق أحكام مقاومة الاحتلال على كل المتعاونين معه، أفراداً وجماعات([36]). واعتبار التعاون مع الاحتلال خارج عن دائرة الحق الديموقراطي، بحيث تنتفي أية علاقة بين الحق الديموقراطي والخيانة الوطنية.
ج-من المرفوض أن تربط أية شريحة تنتمي إلى الوطن المحتل، بين ما يسميه البعض حقوقاً، دينية أو مذهبية أو عرقية، وبين أولوية قتال كل أشكال الاحتلال. فأولوية التحرير تسبق أية شروط أخرى.
د-أن تشمل المقاومة –جغرافياً- كل الأرض الوطنية، وأن تشمل ديموغرافياً كل شرائح المجتمع الوطني العراقي([37]) –على شتى تعددياتها الدينية والمذهبية والعرقية- والشمولية تلزم الجميع بمقاومة الاحتلال بشتى الوسائل والسبل، ومن أهمها المقاومة العسكرية، والمدنية –بما فيها- العصيان المدني. واعتبار كل دعوات الحوار القائمة على ما يعده البعض مقاومة سلمية باطلة وغير ذات مضمون أو جدوى، لأنها تشكل التفافاً على المقاومة الحقيقية، لأنه مع الاحتلال لا حوار إلاَّ على قاعدة خروج كل قواته بدون قيد أو شرط.
ثالثا ً: رؤية مستقبلية حول اتجاهات المقاومة العراقية
إذا كانت الأرض الوطنية والسيادة والثروة ملكاً لكل المواطنين. وإذا كان الاحتلال هو اغتصاب لكل معالم السيادة الوطنية، يصبح من واجب كل المواطنين أن ينخرطوا في مقاومة الاحتلال([38]).
وإذا كان من حق كل تيار سياسي أن يتميَّز بخصوصياته الفكرية والسياسية والتنظيمية. وإذا كان عبء طرد الاحتلال من واجب الجميع. وإذا كانت الأحجام الفعلية لتلك التيارات متفاوتة في الحجم البشري والإمكانيات المادية، فإن ذلك لا يبرر لأي تيار مهما بلغ حجمه وقدراته أن يستأثِر بالعمل المقاوم لوحده، وعليه أن لا يكون فئوياً بنسب كل الفضل لنفسه، أو أن يعرقل جهد الآخرين. بل من واجباته الوطنية أن يكون جامعاً ومساعداً لكل التيارات في أن تأخذ دورها ببذل ما يجب أن تبذله من جهود وتضحيات.
إن ما تعلنه كل التيارات المشاركة في المقاومة الوطنية العراقية من أهداف تدعو إلى تجميع كل الإمكانيات الوطنية العراقية ووضعها في خدمة مقاومة الاحتلال، لهو دليل صحة وعافية. وإن في ما تمارسه تلك التيارات المقاتلة من أسس للتنسيق ما يدعو إلى الاطمئنان([39]).
وإن في الدعوات لرفض كل مظاهر التفتيت المذهبي ما يعبِّر تعبيراً صحيحاً عن مبادئ كل الأديان والمذاهب في مواجهة كل مظهر من مظاهر الاحتلال الأجنبي للأرض العربية.
وفي سرعة قياسية، انطلق المقاومون العراقيون –وفي القلب منهم مناضلو حزب البعث العربي الاشتراكي- ضد قوات الاحتلال، بما يعني أن المقاومة العراقية قد شقت الطريق لمقاومة الاحتلال. وقد لحقت بها فصائل أخرى، ذات اتجاهات سياسية خاصة بها، منها عدد من المجاميع الإسلامية، والمجاميع القومية، كمثل اللجنة القيادية للتنظيم الناصري في العراق، التي تعتبر أن الطريق إلى الديموقراطية يمر عبر تحرير الأرض من الاحتلال، ولهذا قامت بالمشاركة مع أطراف المقاومة الأخرى في عمليات ضد قوات الاحتلال الأميركي([40]). وما يصدر عنها من بيانات يؤكد اتجاهاتها الوطنية العراقية، بما يؤكد سلامة سلوكها الوطني.
وإذا كان من المتوقع أن يلجأ الاحتلال إلى محاولات، لا يزال يراهن عليها، ومن أهمها محاولات إثارة حالة من التنافس المذهبي بما يؤدي إلى اقتتال مذهبي – مذهبي يريحه من عبء إنهاك المقاومة العراقية ، وزرع الحواجز والعراقيل التي تحول دون اكتمال العقد الجبهوي الوطني، فإن ما نراه الآن وما نراهن عليه هو وعي جميع فئات الشعب العراقي لخطورة ما يتم التخطيط له لن يكون مصيره إلاَّ الفشل.
فكيف تظهر معالم الوطنية في ممارسات المقاومة العراقية في هذه المرحلة؟
أول الإشارات حول وحدة التيارات التي تقاتل الاحتلال جاءت لتؤكد ضرورة الوحدة الجبهوية بين الفصائل العسكرية، على أرض الواقع، هي تلك التي ألمح إليها صدام حسين في إحدى رسائله التي توجَّه بها إلى الشعب العراقي([41]). ومن خلالها دعا الشعب بكل فئاته إلى الالتفاف حول المقاومين، سواء من حيث المحافظة على أمنهم([42])، أو من حيث قيام كل فرد من أفراد الشعب بواجب -سواء كان صغيراً أو كبيراً- لأنه يسهم في ورشة المقاومة على شتى مستوياتها، وبها يكمل بعضها بعضاً([43]).
وإذ يتعهَّد الحزب في العراق أن تستمر المقاومة، فهو يبدي حرصه على شموليتها ووطنيتها([44]). فإذا دعا –مثلاً- للمحافظة على أمن المقاومين، فالدعوة موجَّهة إلى حفظ أمن كل من يقاوم مهما كان طيفه السياسي([45]). وتتلاقى تلك الدعوة مع كل المجاميع التي تقوم بواجب الكفاح المسلح ضد الاحتلال على أرض العراق، ومن تلك المجاميع التنظيمات الناصرية في العراق([46]).
رابعاً : رؤية حول مبدئية قومية دعم المقاومة الوطنية العراقية
إذا كان من الطبيعي أن نركِّز على وطنية المقاومة العراقية الجامعة لكل جهود التيارات السياسية والفكرية على صعيد القطر العراقي، فإن هذا يجب –أن يكون متلازماً مع اعتبار المقاومة الوطنية جزءًا من جهد على كل القوميين العرب أن يبذلوه، لا سيما وأن حزب البعث ذو منطلقات قومية: فكرية وسياسية ونضالية.
إن ترابط الوطني والقومي ترابط ضروري وواجب على العرب جميعاً. لأنه إذا كانت مستلزمات وموجبات العمل المقاوم–بالدرجة الأولى- من واجبات الذين احتُلَّت أرضهم؛ وإذا كان احتلال أي جزء من الأرض العربية مقدمة لاحتلال جزء آخر، يعني كل ذلك أن تتوحَّد كل الجهود العربية على الصعيد القومي، بالمساندة والدعم والمشاركة، للدفاع عن كل جزء محتل من الأرض العربية. فتكون مقاومة الاحتلال على أي جزء من الأرض العربية هو دفاع مسبق عن الأجزاء الأخرى، لأنها معرَّضة كلها للاحتلال جزءاً وراء الآخر.
فمن شروط نجاح كل جهد مقاوم، بشتى أشكاله ومن أهمها الجهد العسكري، أن يكون جامعاً لجهود كل الوطنيين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والعرقية والدينية، ويكون من أسباب نجاحها، أيضاً، أن تكون ذات أعماق قومية تحررية وحدوية.
يراهن حزب البعث في أثناء قيامه بعبء مقاومة الاحتلال الأميركي – البريطاني، على أن من أهم قواعد انتصار العمل المقاوم ضد الاستعمار، هو أن تتلقى أية مقاومة وطنية، في أي قطر عربي يتعرَّض للاحتلال، مساندة قومية شعبية أو رسمية لإعطائها الزخم والقوة في رفد طريق النضال العسكري، بعوامل سياسية ومعنوية ومادية، ومشاركة تطوعية في القتال على الأرض التي تتعرض لاحتلال، لتكريس أهمية المساندة القومية واجباً على كل المناضلين العرب([47]).
وتأتي أهمية تعزيز المشاركة القومية من أن أهداف الاستعمار هو احتلال كل الأرض العربية وسرقة ثرواتها والسيطرة على قرارها السياسي، وتكبيل حريتها. واستناداً إلى وحدة المصير القومي العربي([48])، يصبح إسناد المقاومة العراقية ([49])، من واجبات كل تيارات الحركة العربية الثورية، من قوى وجماهير وحركات حزبية وأوساط فكرية وإعلامية وثقافية ودينية،. ومن أهم وسائل القيام بها، ما يلي:
1-أن يكون أسلوب المقاومة المسلحة للاحتلال من ثوابت الأمة([50]). وأن تعمل التيارات المؤيدة لهذا الثابت من أجل فرض شرعية المقاومة على شتى المستويات([51]). تأتي هذه المسألة في مواجهة التزوير الإعلامي الذي تمارسه الإدارة الأميركية ضد المقاومة الوطنية العراقية. وتقوم بالترويج له من أجل منع الاعتراف بشرعية أعمالها، ومن أهم وجوه التزوير الإعلامي، المسألتين التاليتين:
الأولى: وصف ما تقوم به المقاومة العراقية بالإرهاب، وكأن من يدافع عن أرضه هو إرهابي، وهذا خطأ تُبرزه وسائل إعلام الإدارة الأميركية من أجل تبرير العدوان والاغتصاب اللذين تمارسهما على العراق([52]).
أما الثانية: فتتعلق بالتزوير المقصود لمضامين الاتفاقات الدولية التي تنص على حق الشعوب في تقرير مصيرها([53]).
2-مساندة شعبية عربية بالتظاهر ضد كل أنواع الاحتلال الأجنبي لأية أرض عربية، ومقاطعة البضائع الأميركية والبريطانية([54])، والضغط على ما تبقَّى –حتى ولو بالشكل من هياكل المؤسسات الرسمية العربية.
3-إعادة إحياء مكتب مقاطعة البضائع الأجنبية التي تدعم شركاتها الاحتلال الصهيوني، وتوسيع نشاطه ليشمل الاحتلال الأميركي للعراق. ولأن الأنظمة الرسمية لن تقوم بمثل تلك المهمة، فإن واجب المتابعة والنشاط يقع على المنظمات الشعبية، التي تشكلت في معظم الأقطار العربية.
4ـ تنشيط لجان مقاطعة بضائع دول الاحتلال وتفعيل دورها على المستوى العربي، كما على المستوى العالمي. والعمل من أجل تطبيق إجراءات المقاطعة على بضائع الدول التي تؤيد الاحتلال وتعمل على مساعدته بأية وسيلة من الوسائل.
5-إقدام رجال الدين المسلمين على إصدار الفتاوى التي تلزم المسلمين بمقاومة قوى الاحتلال لأية أرض عربية، وإعادة التذكير بها من وقت إلى آخر، بما يضمن استمرار الحالة التعبوية الشعبية العربية. وبما تمثل من إدامة حائط صدٍّ أمام الهجمة الإمبريالية على مقدسات المسلمين وأرواحهم([55]).
تبقى هذه المسألة بحاجة إلى توحيد آراء فقهاء المسلمين حولها، لأنها لا تزال تشكِّل مدار خلافات بينهم تغذيها الأغراض السياسية تارة، والمذهبية تارة أخرى. وتدور تلك الخلافات وتستمر بينما الاحتلال، وعملاؤه، جاثمون على صدور الجميع، ولا يستثنون من عبئه أحداً([56]).
6-مساندة الشعب العراقي، من القوى والحركات والأحزاب العربية، والأوساط الفكرية والثقافية. والعمل على فضح المشاريع الاستعمارية الخبيثة التي تنفذها الإدارة الأميركية والحكومة البريطانية في العراق. والعمل على كشف كل القوى والأوساط، العربية والعراقية، التي تدعم الاحتلال([57]).
7-إعادة إحياء لجان مناصرة الشعب العراقي؛ وتحريك منظمات حقوق الإنسان العربية والعالمية للتحقيق بما ترتكبه قوات الاحتلال الأميركي والبريطاني من مجازر وتجاوزات على حقوق الشعب العراقي. ودعوتها إلى عدم عقد مباحثات مع أي جهة ما لم يكن شعارها لا للاحتلال الأمريكي والبريطاني والصهيوني.
8-دعوة الصليب الأحمر الدولي للقيام بواجبه الإنساني من أجل حماية الأسرى العراقيين في سجون الاحتلال الأميركي، ومن بينهم قيادة الحزب والدولة، الذين يعيشون في ظروف لا تراعي أدنى الشروط الإنسانية والأخلاقية. وأن تقوم لجنة الصليب الأحمر في الضغط على قوات الاحتلال من أجل تحسين شروط اعتقالهم، وتأمين حقوقهم في الدفاع عن أنفسهم.
9-دعوة كل الأوساط العلمية والفكرية والثقافية من أجل تأمين حماية للعلماء العراقيين من الاعتقال والتصفية والضغوط اللا إنسانية التي يتعرضون لها، وخاصة من عملاء الموساد الصهيوني.
10-الضغط على الحكومات العربية من أجل إيقاف نزيف التنازلات العربية لصالح أميركا. وإدانة التواطؤ المكشوف والمستور، من قبل بعض الأنظمة العربية،.في مساعدتها للعدوان والاحتلال([58]).
11-تفعيل دور المقاومة الشعبية في كل الدول العربية، وإعادة التظاهرات للحياة السياسية، وإعلان مظاهر الغضب. وإجبار الأنظمة على الاعتراف بحرية الجماهير والتنظيمات وبحقها في التعبير والتظاهر من أجل دعم المقاومة العراقية. والعمل من أجل قيام جبهة قومية تكون حاضنة للمقاومة العراقية([59]).
12-الضغط على وسائل الإعلام العربية من أجل فك الحصار عن المقاومة الوطنية العراقية، والامتناع عن الترويج للإعلام الأميركي – الصهيوني المشبوه.
13-العمل من أجل إمداد المقاومة العراقية بالمتطوعين العرب، ومن أجل فتح كل الحدود العربية المحيطة بالعراق أمامهم([60]).
14-دعوة المنظمات الإنسانية، والعربية منها بشكل خاص، إلى فضح لا إنسانية الاحتلال، وأهدافه المشبوهة، والعمل من أجل تقديم المسؤولين عنه أمام محاكم الجرائم الدولية؛ وإلى حماية الأسرى في سجون الاحتلال الأميركي؛ وإدانة كل الصيغ السياسية التي يركِّبها الاحتلال لإدامة وجوده، والدعوة إلى منع التعامل معها؛ وإلى رفض كل الاتفاقيات التي يعقدها الاحتلال أو صنائعه سواء كانت سياسية أو أمنية أو اقتصادية…([61]).
15-من أهم مظاهر حركة الضمير العربي والعالمي أن تنشط شتى الهيئات الإنسانية والثقافية والفكرية من أجل الضغط –بشتى المستويات النضالية- لإضفاء شرعية سياسية وقانونية على المقاومة الوطنية العراقية –بعد أن فرضت بنفسها شرعيتها القتالية- بما يجعلها صاحبة القرار والتأثير في أية ترتيبات مستقبلية قد يفرزها تطور الأوضاع على الصعيد العربي كما على الصعيد الأممي العالمي.
خامساً : رؤية مستقبلية حول اتجاهات النظام السياسي بعد مرحلة التحرير
من المشروع أن تضع أية دراسة رؤية مستقبلية مستندة إلى النتائج التي توصَّلت إليها. لهذا السبب سنقدِّم بعض الآراء، ذات العلاقة بمستقبل بناء اتجاهات النظام السياسي الذي سوف تنتجه حركة المقاومة العراقية، وسنبدأها بتشخيص مظاهر العلاقة السابقة لنظام حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق مع ما تُسمَّى بالمعارضة العراقية سابقاً.
من نتائج العدوان على العراق واحتلاله انكشاف صفحات كثيرة من تاريخ العلاقة بين النظام والمعارضين له. ومن أهم تلك الصفحات هو أن الكثير من أدعياء المعارضة السابقين، كانوا على ارتباط مع قوى دولية، وغالباً ما كانت العلاقة مع أجهزة استخبارات تلك الدول؛ وجزء منها كان على ارتباط مع نظام الشاه في إيران، وأخذ نظام الثورة الإسلامية –بعد إسقاط نظام الشاه- حصته أيضاً..
لكل من سلطات الدول، التي تحتل العراق حالياً ومن المتعاونين معها من دول الجوار، أغراض من احتضان تيار أو أكثر من تيارات المعارضة العراقية السابقة.
أما دول الاحتلال، فكانت تعمل من أجل تثبيت أسس لها كاستعمار جديد. ومن أهمها السيطرة على العالم، سياسياً واقتصادياً وثقافياً وفكرياً وعسكرياً. وتأتي السيطرة على الثروة النفطية العربية، ومحاصرة الحركة العربية الثورية، في القلب من تلك الأهداف. وهذا الأمر يقتضي تغيير كل ما له علاقة بمعاداة النظام الاستعماري الجديد –الذي تتزعَّمه الولايات المتحدة الأميركية- أو كل من يقف في وجهه وممانعته. لهذا السبب –تمهيداً لتنفيذ مشاريعها العدوانية، المعدَّة سلفاً- أصبحت كل أنواع المعارضات التي تنشأ في هذه الدولة أو تلك، من الدول الممانعة -بشكل أو بآخر- عرضة للاحتواء من قبل أجهزة السياسة والاستخبارات والأمن لسلطات أعضاء النظام الاستعماري الجديد. ولهذا السبب –أيضاً- تمتلك دول الاستعمار الجديد –أميركا وبريطانيا- احتياطات كبيرة من أنواع المعارضات التي تستطيع أن تشهرها في وجه هذه الدولة الممانعة أو تلك، وفي وجه هذا التيار السياسي والثقافي أو ذاك. وقد أولت الإدارات الأميركية المتعاقبة، التي أشرفت على وضع لمسات مخطط العدوان على العراق، كل أنواع المعارضة العراقية لنظام حزب البعث العربي الاشتراكي اهتماماً استثنائياً، لكي تستفيد من خدماتها في الوقت المناسب الذي ترى فيه ظرفاً مناسباً للبدء في عدوانها على العراق.
وإذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء، لوجدنا أن الإدارة الأميركية، بالتنسيق مع الحكومة البريطانية، قد استحضرت الاحتياط العراقي المعارض لنظام حزب البعث العربي الاشتراكي السياسي في العراق. فدفعت بتياراته، منذ العام 1992م، لكي يمهِّد للعدوان الأميركي المباشر. وقد ظهرت أهمية ذلك التمهيد من خلال مساعدة أجهزة المخابرات والإعلام التابعة للإدارة الأميركية، على تكبير وتضخيم سلبيات النظام السياسي السابق. وازدادت أهمية الاحتياط المعارض، في أثناء العدوان، وبعد الاحتلال، إذ استطاعت قوات الاحتلال أن تجد في خدمتها »عكازات« و»عيوناً مخابراتية« داخلية، تشكِّل لها غطاء شرعياً لاحتلالها، ومساعداً أمنياً لحركة قواتها العسكرية، وغطاءً سياسياً لحركتها الدبلوماسية الخارجية.
أما حول دول الجوار، واستناداً إلى مبدأ »تصدير الثورة« الذي رفعته قيادة السلطة الثيوقراطية في إيران، عملت أجهزة السلطة المختصة من أجل احتواء مجموعات من المعارضة العراقية، ممن يؤيدون قيام نظام ثيوقراطي مذهبي في العراق، وقد نجحت في ذلك. وشكَّلت تلك المجموعات المعارضة موطئ قدم، للسلطة الثيوقراطية في إيران، على الساحة الشعبية – الشيعية العراقية، واحتفظت بها إلى الوقت المناسب. وقد وجدته –للأسف- في الاحتلال الأميركي للعراق. فدخلت السلطة الإيرانية، من بوابة الاحتلال، وأخذت حصتها السياسية من خلال مشاركة تيارات المعارضة السابقة –وهي حصة إيران- في مجلس الحكم الانتقالي الذي شكَّله الحاكم المدني الأميركي للعراق.
وعلى العموم، ومن خلال مراجعة ملفات رموز ما تُسمَّى بتيارات المعارضة العراقية السابقة للاحتلال، وبعد انكشاف تواطؤها معه، اتَّضحت أسباب مواقف نظام حزب البعث السلبية السابقة منها وبرزت معالمها وأسبابها إذ لم تكن أهدافها ووسائلها في المعارضة مشروعة، لأنها لم تكن ذات أهداف وطنية وإنما كانت تخدم الأهداف الخارجية.
أخذت المعارضة تفقد مشروعيتها بسبب علاقتها مع الخارج الأجنبي، وما ظهر بعد الاحتلال لم يكن كشفه ميسوراً أمام كثيرين قبل الاحتلال الأميركي للعراق، بل كان الرأي العام ميَّالاً إلى تصديق ادِّعاءات المعارضة وأكاذيبها. أما بعد أن انكشفت علاقة المعارضة العراقية مع الاحتلال على حقيقتها فتبيَّن لجميع المراقبين أنها لعبت –في السابق- وتلعب –الآن- دوراً متواطئاً وخيانياً ضد وطنها.
وهنا يمكننا أن نضع سيناريو لما كانت عليه العلاقة بين النظام السياسي لحزب البعث في العراق وبين أوساط تلك المعارضة، على الشكل التالي:
عندما شكَّل نظام الحزب في العراق حاجزاً يحول دون تنفيذ مشروع النظام الاستعماري الجديد، الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، لفت أنظار أجهزة استخباراته ومراكز الدراسات التابعة لشركاته الرأسمالية العملاقة؛ فراحت تلك المراكز تخطط لاحتواء النظام السياسي في العراق، وتدجينه، من خلال إجباره على الرضوخ لمتطلبات المصلحة الاستعمارية. فلو رضخ النظام السياسي في العراق –حينذاك- لتلك التهديدات، لكان قد حافظ على » الحكم«، ولأصبح »تحت سيطرتهم الاستعمارية« مثل معظم الحكام العرب الآخرين الذين يعرفهم كل العرب([62]). وبدلاً من قبول العروض الاستعمارية أو الرضوخ للتهديد، أعلن النظام السياسي في العراق رفضه لها، كما رفض كل التهديدات التي وجهتها مختلف الإدارات الأميركية، التي تعاقبت منذ السبعينيات حتى تاريخ العدوان في العشرين من آذار من العام 2003م.
إلى ماذا استندت أسس الرفض العراقي للضغوطات الأميركية المتواصلة؟
يوضِّح صدام حسين –الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي- ذلك قائلاً بأنه اختار طريق الدفاع عن سيادة العراق، أو الشهادة([63]).
أما موقفه من المشاريع المعادية لدول الجوار، وأهمها مشروع السلطة الثيوقراطية في إيران، فلم يكن أمام خيارات كثيرة، بل كان مأسوراً بين خيارين:
-إما تسليم السلطة للثيوقراطيين العراقيين المؤيدين لإيران لبناء سلطة ثيوقراطية شبيهة بالسلطة الإيرانية.
-أو مواجهة التهديد الإيراني بتنفيذ مبدأ »تصدير الثورة« بالقوة، سواء من خلال خلخلة البناء الداخلي للسلطة العراقية بأدوات عراقية محلية، بوسائل تخريب أمني وخلافها؛ أو أن تقوم السلطة الإيرانية بعدوان عسكري انطلاقاً من الحدود الإيرانية – العراقية، أو من خلال تسخين الجبهة الحدودية لإلهاء القوات العراقية وإضعاف تأثيرها في حفظ الأمن في الداخل العراقي.
في مراحل الصراع السياسي بين نظام الحزب في العراق، والطامعين من الإمبرياليين وبعض دول الجوار، استُخْدِمت -ما كانت تُسمى بالمعارضة- في تنفيذ مؤامرات الانقلاب على النظام الحاكم لربط العراق بالمشاريع المعادية للأمة العربية، أو القيام بكل الوسائل التي تهدد أمن العراق الداخلي والخارجي. وتلك هي الأسباب التي دفعت بالنظام إلى النظر بعين الريبة لنوايا تلك التلاوين من المعارضة، التي زيَّنتها وسائل الإعلام المعادية وصوَّرتها وكأنها كانت من ضحايا اللا ديموقراطية في العراق.
ولهذا لم تكن أهداف المعارضة –التي تنسق مع أصحاب المشاريع المعادية للأمة العربية- تسمح للنظام بالتقاط أنفاسه لصياغة علاقات سليمة بين النظام الحاكم وبينها، لأنها كانت مصرَّة على أن تلعب الدور الخياني المرسوم لها من قبل الدول الطامعة بالسيطرة على العراق.
استناداً إلى ما سبق، نوجز مشهد العلاقة بين نظام البعث وتيارات المعارضة –قبل الاحتلال- على الشكل التالي:
1-كان النظام السياسي في العراق عرضة لكثير من أطماع القوى الخارجية. ويأتي الدليل الواضح من أن مراكز دراسات الفكر والسياسة والاقتصاد -الخادمة لأهداف وأغراض قوى الرأسمال العالمي- كانت تضع نظام حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق على لائحة الاستهداف والتصفية منذ السبعينيات من القرن العشرين. أي بعد أن بدأ يؤسس لمشروع نهضوي عربي أثار قلق الاستعمار.
2-كانت كثرة المؤامرات الداخلية من أهم المخاطر التي واجهها نظام الحزب الحاكم في العراق، قبل الاحتلال؛ خاصة أنها كانت مرتبطة بخيوط مع الخارج، هذا إذا لم تكن من تخطيط الخارج نفسه. فالمعارضون للنظام كانوا لا يستخدمون وسائل التغيير، كما هو متعارف عليه في أساليب حركات التغيير في المجتمعات والأنظمة السياسية، بل كان ارتباطهم مع مراكز قوى خارجية قاعدة يتبعونها.
3-كانت طبيعة أسلوب المعارضة في التغيير، التعاون مع الأجنبي مثلاً، تفرض على النظام السياسي الحاكم طبيعة الأسلوب في التصدي. وقد أثبتت المرحلة الراهنة، والوقائع التي سبقتها(])، منذ العام 1992م حتى العدوان الأميركي في 20 آذار / مارس من العام 2003م، أن سلوكات المعارضة لا صلة لها على الإطلاق بالحقوق الديموقراطية التي هي من الحقوق الشعبية. وقد تأكدت -بعد الاحتلال-أهداف بعض تيارات المعارضة الخيانية لوطنها، وهم –كما وصفهم صدام حسين- قدَّموا الدعم للاحتلال، ليسرق ثروات وطنهم، ويدفعهم للاعتراف بالعدو الصهيوني، ولا تمييز بينهم سواء كانوا من العلمانيين، أو من رجال الدين([64]).
كانت هواجس النظام السياسي –إذاً- مسكونة بمخططات المؤامرة التي عمل الخارج على تنفيذها للاستيلاء على العراق، وسلك شتى الوسائل والسبل من أجل إسقاط النظام –فكراً وسياسة- ليس حباً بتعويض المعارضة العراقية حقوقها الديموقراطية، بل تحقيقاً لمآربه العدوانية. فالمعارضة التي وقفت-بسلوكها الشاذ ضد سيادة بلدها الوطنية- لم تكن جديرة بالحق الديموقراطي، لأن الوطني لا يساوم على سيادة وطنه من أجل الحق بالديموقراطية، إذ لا ديموقراطية في ظل الاحتلال.
ولما كانت تلك أسباب هواجس النظام، ولما كانت المؤامرات بالتعاون مع الخارج متواصلة، كان من غير المنطقي أن يتفاوض النظام مع أطراف في المعارضة حسمت خياراتها إلى جانب العمالة للخارج؛ وكان من الخطأ أن يُسمَح لها بالمشاركة في أية صيغة للحكم، لأنها كانت مصرَّة على أن تفتح أبواب العراق وتشرِّعها للتدخل الأجنبي. أما أطراف المعارضة، التي لم تنغمس في المؤامرة على سيادة العراق، فكان على النظام السياسي الحاكم أن يفتش عن أفضل الوسائل وأسرعها لإشراكهم في شتى المؤسسات السياسية الرسمية والشعبية.
وهنا، يطرح البعض إشكالية مسكونة بهاجس يقوم على أن جزءاً من العراقيين قد يستنكف عن المشاركة في المقاومة العراقية ضد الاحتلال بذريعة الخوف من أن يعود النظام السابق إلى الحكم مرة أخرى([65]).
وإذا كان هذا الفريق يرى أن الحل يبدأ بأن يقوم النظام السابق، قيادة الدولة وحزب البعث، بنقد تجربته في الحكم، إلاَّ أنه لا يقترح آلية للحل: هل يتمَّ بمؤتمرات داخل الخنادق السرية؟ أم هل يقوم به شخص واحد من النظام أو من الحزب؟ أم أن آلية التنفيذ مؤجَّلة إلى ما بعد التحرير؟
أما على أرض الواقع، فنرى –من خلال متابعة معظم ما وصل إلينا من بيانات صدَّرتها الفصائل المشاركة، أو القوى المؤيدة لها، ما يتناقض مع طرح الإشكالية التي تخشى من انكفاء بعض القوى الوطنية العراقية عن المشاركة في المقاومة أو تأييدها، تحت حجة خوفها من عودة النظام السابق(]).
وحول هذا الجانب، ليس هناك أولويات غير طرد المحتل، يخاطب صدام حسين العراقيين في الرسالة الأولى التي وجهها إليهم بعد احتلال بغداد([66])، فالعراق للجميع وليس لفرد، وهو للأمة سنداً وجزءاً منها لا يتجزأ عنها. أما عن نقد التجربة السابقة، يتابع صدام حسين، في رسالته الثانية: »وحين يكون هناك وقت ومكان لمراجعة التجربة (أي تجربة حزب البعث قبل احتلال العراق) سنفعل بروح ديمقراطية لا تخضع لأجنبي أو صهيوني«([67]).
وفي السياق ذاته، أكَّدت التنظيمات الناصرية -المشاركة في المقاومة العراقية- على أن قيام نظام ديموقراطي يتعارض مع وجود الاحتلال، فلذلك دعت إلى إتمام التحرير أولاً([68]). كما أعلن الحزب الشيوعي العراقي – الكادر الحزبي إلى تأييد المقاومة العراقية من دون النظر إلى اتجاهاتها الفكرية([69])، ولم تشذَّ »الجبهة الوطنية لتحرير العراق « عن الاتجاه نفسه([70])…..
أما بعد دحر الاحتلال، وبعد أن يتم تحرير العراق فكيف يمكننا تصوَّر السيناريو الممكن أن يشكل موقفاً لحزب البعث من المسألة الديموقراطية والتعددية السياسية؟ وكيف تنظر التيارات المشاركة في مقاومة الاحتلال، إلى بناء علاقة واضحة وديموقراطية بين الحاكم والمحكوم؟
أما نحن فلا نحسب أنه من المنطق والعدل أن يكون لمن كانوا مطية للاحتلال أي دور في النظام السياسي الذي ستنتجه المقاومة الوطنية العراقية. ولن يكون لمثل أولئك موقع في المجتمع العراقي، لأن محاكمتهم على أساس القوانين ذات العلاقة بمحاكمة من ينغمسون بالخيانة الوطنية هي المحاكمة العادلة لأمثالهم.
وبعد أن تحرز المقاومة في العراق نجاحاً في طرد الاحتلال، مهما طالت تلك المرحلة؛ وسوف تفرض، مرحلة ما بعد زوال الاحتلال، متغيرات جديدة في طريقة بناء نظام سياسي تعددي، فسوف يكون لكل من دفع دماً وجهداً، في معارك تحرير العراق، دور في تأسيس النظام المستقبلي. وهذا يقتضي إعطاء المسألة الديموقراطية حيِّزاً أساسياً في نظام ما بعد التحرير تعود أسبابه إلى أن هواجس النظام السياسي في المستقبل، سوف تزول، ولن تعيقها وسائل الترهيب الأمني للمعارضة ضده، خاصة تلك القائمة على التعاون مع الخارج والاستقواء به. فهي سوف تصبح أقل فعالية من مرحلة ما قبل الاحتلال، لأن العراقيين الذين دخلوا على دباباته سوف يغادرون معها مع أساليبهم ووسائلهم الغريبة في معارضة الأنظمة الوطنية، أو أن يعودوا إلى رشدهم ويستلهموا تاريخ أجدادهم العظيم في الأمة العربية وفي العراق، فيصبحوا –حينئذٍ- جزءاً من مستقبل العراق. وسوف تحسب قوى الاستعمار الخارجي أكثر من حساب إذا ما فكرت في أن تنتج أساليب جديدة في تغيير الأنظمة المقاومة لمخططاتها، أثبتت التجربة أنها غير صالحة أو مجدية.
فإذا كانت متغيرات ما بعد التحرير، في العراق، سوف تدفع بأي نظام يأتي إلى تغيير وسائل وأساليب العلاقة مع المعارضة الداخلية فإنها من جانب آخر سوف تدفع بحركات المعارضة الداخلية إلى ترتيب أوضاعها حسب آليات جديدة تستوحي مصير المعارضات التي تعاونت مع الخارج بعين الاستفادة والتبصر، وسوف تسلك الطريق الديموقراطي الداخلي في التغيير، وهذا هو مفهوم المعارضة الحقيقية.
استناداً إليه نرى أن مسؤولية إنضاج مفاهيم جديدة للمسألة الديموقراطية في العراق، بعد التحرير، تقع على كل الفصائل المقاومة ومنها حزب البعث. ويأتي قطع كل علاقة للمعارضة مع الخارج الإقليمي والدولي، على رأس التوجهات المطلوب تنفيذها من جانبها. ويقع على عاتق أي نظام سياسي سوف تنتجه المقاومة العراقية –بعد دحر الاحتلال- عبء بذل كل الجهود من أجل وضع تشريعات تضمن حرية العمل السياسي لشتى الاتجاهات الفكرية والقوى والأحزاب السياسية.
وختاماً، نرى في أفق العراق المقاوم ما يُبشِّر بوضع أسس نظرية وتطبيقية للمفاهيم الديموقراطية بشكل يتجاوز الأخطاء التفصيلية السابقة؛ والتي سترتكز على أن الديموقراطية هي حق شعبي مقدَّس، وواجب يحرص النظام السياسي القادم على تطبيقه.
في نتائج البحث
من خلال نتائج البحث، لا بُدَّ من أن نتوقف عند بُعدين أساسيين من الأبعاد التي ثبتَّتهما المقاومة الوطنية العراقية، وهما:
البُعد الأول : بالإضافة إلى أن تاريخ الشعب العراقي، وتربيته، ذو صلة عميقة مع الانتماء الوطني والقومي، والتي وظَّفها في مقاومته للاحتلال، وضع حزب البعث العربي الاشتراكي معادلة جديدة في العلاقة بين السلطوي والثوري، فمن خلاله تجربته في إرساء أسس ثابتة للمشروع العربي النهضوي، جعل السلطة في خدمة الثورة. ولهذا استفاد من وجوده في السلطة، في العراق، من أجل إعداد مستلزمات الثورة وموجباتها، فوظَّفها على أفضل ما يمكن في مقاومة الاحتلال الأميركي للعراق، وكانت الأعمال النضالية الباهرة للمقاومة الوطنية العراقية أفضل برهان على صدقية هذا البُعد.
أوَ ليس من اللافت أن ينخرط البعثيون، بقيادة أمينهم العام، بعد انتهاء سلطتهم السياسية، في المواقع المتقدِّمة والصفوف الأمامية للمقاومة الوطنية العراقية؟
أما البُعد الثاني : فهو بُعد المقاومة الوطنية العراقية القومي، والإنساني والعالمي؛ وتأكَّدت صحته نتيجة للاختبار المهم الذي ظهر في شكل جلي وواضح من خلال حركة الشارع الإنساني الأخلاقي، والشارع السياسي العالمي، ومواقف واتجاهات نادي الدول الكبرى في إعادة بناء عالم متعدد الأقطاب.
أوَ ليس من اللافت أن تستقوي الدول الكبرى، الطامحة لبناء عالم متعدد القطبيات، بالمقاومة العراقية؟
إن المقاومة الوطنية العراقية، بالإضافة إلى أهدافها الوطنية العراقية، ذات أبعاد قومية عربية وإنسانية عامة. وتستند إلى عمق فكري وسياسي قومي عربي، وإلى تجربة نضالية ميدانية، ابتدأت منذ أن احتلَّت الصهيونية فلسطين في العام 1948م. وكانت تستند النظرية السياسية والفكرية لحزب البعث إلى تلازم الأهداف الصهيونية مع أهداف الاستعمار. ولهذا عدَّ الحزب أن منع الصهيونية من الاستقرار في فلسطين يعني منع الاستعمار من بناء قواعد أمامية له على الأرض العربية. ولما كان الحزب يعرف تماماً عجز الأنظمة الرسمية العربية عن تحرير فلسطين، فقد استنتج أنها عاجزة –أيضاً- عن الوقوف في وجه الاستعمار. ولما كان الصراع مع وجهيْ العملة: الاستعمار والصهيونية، ضرورياً كمدخل للتحرر على شتى الصعد، يصبح من الواجب على الثورة العربية أن يكون لها استراتيجية في المقاومة تشكِّل بديلاً لحرب الأنظمة النظامية. أما الحل فكان في الاستفادة من طاقات الجماهير الشعبية في ما يُسمَّى »استراتيجية الكفاح الشعبي المسلَّح«.
أما عمق المقاومة الوطنية العراقية الفكري والسياسي فذو علاقة مع النظرية في القومية العربية، وفي مظهرها السياسي المتمثل بالوحدة العربية. ذلك العمق يتناقض مع المخططات الاستعمارية الرأسمالية والصهيونية العالمية، السبب الذي أثار مخاوف النظام الاستعماري بوجهيه القديم والجديد، فأصبح حزب البعث –أينما كان- هدفاً لمؤامرات الصهيونية والاستعمار.
أما النظام الاستعماري الجديد، الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية –في هذه المرحلة- فتوسَّعت أهدافه كثيراً، وانقلب على حلفائه في النظام الرأسمالي العالمي، وراح يبني إمبراطورية تحكم العالم من دون أي شريك. وبهذا يكون النظام الاستعماري الجديد قد أثار مخاوف أعضاء النادي الرأسمالي العالمي وحفيظتهم، فراحوا يُعدُّون لاستراتيجية تمنع التفرد الأميركي من تحقيق أهدافه، على طريق إعادة بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب.
ولما كانت المقاومة الوطنية العراقية، تشكِّل إحدى الوسائل التي تقاوم المخطط الأميركي بأهداف وطنية عراقية، وأهداف قومية عربية، فهي تقاوم –أيضاً- بأهداف إنسانية وسياسية عالمية.
لتلك الأسباب مجتمعة، أصبح من واجب المجتمع الدولي، وبشكل خاص المؤسسات الإنسانية والفكرية والثقافية –ذات الأهداف الإنسانية- أن تقف إلى جانب المقاومة العراقية وتعتبرها من الوسائل الأساسية في النضال الأممي ضد النظام العالمي الاستعماري الرأسمالي الجديد الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأميركية. ففي إحباط تلك المقاومة إحباط لأهداف كل الشعوب، وفي نجاحها نجاح لها.
***
حسن خليل غريب
لبــنان في أيلول / سبتمبر 2003م
([1]) يخاطب صدام حسين الشعب العراقي، والرأي العام العربي والدولي قائلاً: »لو انصعنا ورضخنا للتهديدات الأميركية الصهيونية وقبلنا بأن يفرضوا على العراق ما يشاءون ويحتلوه من غير قتال فيذلون إرادته المؤمنة وحق شعبه في أن يعيش حراً، ويقرر بكرامة وإيمان ووطنية حقيقية ويسدوا عليه أبواب المستقبل مقابل أن نحتفظ بكراسي في الحكم تحت سيطرتهم الاستعمارية لنكون مثل آخرين تعرفونهم. (وإنما) ضحينا بالحكم ولم نحنث بعهد الله ولم نطعن الشعب والأمة وكل الخيرين في الظهر, لا بالاستسلام ولا بالتخاذل. «. ] راجع رسالة صدام حسين الرابعة في 14 حزيران / ملاحق الكتاب[.
([2]) 22 نيسان 2003م: لندن "القد س العربي:البيان الرقم (1) لقيادة المقاومة والتحرير" العراقية »منذ يوم 10/4/2003 ورجال ونساء المقاومة والتحرير يخوضون عمليات قتالية ما بين الهجوم الخاطف والعمليات الاستشهادية لتحرير العراق العظيم من قوات هولاكو العصر المجرم بوش والمجرم بلير والصهاينة الخاسئين. «.
([3]) يقول صدام حسين في رسالته السادسة، في 27 تموز 2003م: »لقد اختل توازن فئة من الناس في أيام الحرب التي حصلت بين كتل الجيوش على طرفيها وما بعد ذلك بزمن، فلم يتوقف اختلال التوازن و لن يوقفه إلا وقف من وضع نفسه مجاهداً في خدمة المبادئ التي ترضي الأمة والشعب… أقول لم ولن يوقف اختلال التوازن الذي أشرنا إليه إلا موقف وفعل المؤمنين المخلصين المجاهدين الذين عملوا وجاهدوا لمواجهة الاحتلال ولطرد الغزاة خارج العراق«. ]راجع ملاحق الكتاب [.
([4]) جاء في بنود مشروع بريمر المذكور ما يلي: »ـ إعادة تأهيل أكثر من ألف مدرسة في أنحاء العراق. وتوزيع كتب مدرسية ليس بها فلسفة حزب البعث.«.
([5])1/ 10/ 2003م: (القدس العربي): كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن مدير حملة جورج بوش الانتخابية عام ألفين، أقام شركة استشارات لتقديم النصح للشركات الراغبة في الفوز بالصفقات في العراق، وبين مدراء الشركة الجديدة معاونون سابقون لجورج بوش الأب. ولعلَّ توني بن النائب العمالي السابق كان الأكثر تعبيراً عما يجري في العراق عندما قال: إن ما حدث في العراق ليس مجرد غزو أو احتلال، وإنما هو سطو مسلح علي النفط والأرض والمياه والثروات الطبيعية.
([6]) 23/ 7/ 2003م: ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال) أن الإدارة الأمريكية في العراق ستختار مجموعة من البنوك الدولية بحلول آب (أغسطس) لإدارة بنك تجارة عراقي سيتولى إصدار خطابات الائتمان لصناعة النفط وغيرها من الصناعات في العراق قد تصل قيمتها لمليارات الدولارات شهرياً. ويمكن للبنوك المشاركة في الكونسورتيوم أن تكسب موطئ قدم مهماً في البلاد فيما تبدأ شركات عراقية في إبرام صفقات ضخمة في الخارج. وتقدر الولايات المتحدة أن تبلغ قيمة الصفقات المبدئية نحو مائة مليون دولار شهرياَ إلا أن التعاملات قد تزدهر مع انتعاش صناعة النفط العراقية. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين ومسؤولين ماليين دوليين أن إغراء أعمال جديدة دفع البنوك العالمية لبناء تحالفات للمنافسة على إدارة البنك.
وتشمل هذه البنوك (جيه.بي. مورغان تشيس أند كو) الذي يتحالف مع بنك (ستاندرد تشارترد) البريطاني وبنك الكويت الوطني والمجموعة المصرفية لأوستراليا ونيوزيلندا، وبنك (ميلينيوم) البولندي. وربما تكون مجموعة (سيتي غروب) للخدمات المالية منافسا آخر إلى جانب بنك (دويتشه) الذي يحتمل أن يتعاون مع بنك أمريكي كبير.
([7]) 22/7/2003 مفكرة الإسلام:دعا مرشح الرئاسة الديمقراطي جون كيري إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى السعي للحصول على دعم الأمم المتحدة من اجل تحقيق الاستقرار بالعراق متسائلا عما إذا كانت الكبرياء الزائفة هي التي تحول دون ذلك.وقال إنك لا تتخذ قرارا بشأن حماية قواتك وتحقيق أهدافك على أساس كبرياء زائفة. ومضى يقول انه مع تزايد أعداد القتلى الأمريكيين في العراق وتصاعد نفقات السيطرة على البلاد فان المساعدة الدولية تصبح أمراً ضرورياً. وقال هناك أرواح في خطر, نحن بحاجة إلى تدويل الأمر وبحاجة لان نفعل ذلك الآن, ونحن بحاجة لان نفعله علانية وبحاجة لان نفعله كي ننفس الشعور بالاحتلال ونحمي الجنود. هذا وقد ارتفع عدد القتلى حسب الإحصائيات الأمريكية إلى 231 قتيلاً منذ حرب العراق.
([8])21 أيلول/ سبتمبر 2003م: مفكرة الإسلام: أكدت صحيفة الرأي الأردنية في مقال لها اليوم أن المقاومة الوطنية العراقية حققت عدة إنجازات من أهمها أن هذه المقاومة أوقفت الشهية الأمريكية للاعتداء على عدد من الدول العربية والإسلامية بعد أن كانت الولايات المتحدة تهدد يوميا بالاعتداء عليها وتغيير أنظمتها. كما أنها شكَّلت خط الدفاع الأول الذي حمى سوريا وإيران وتركيا وغيرها من الحملات العسكرية الأمريكية التي كانت جاهزة للتنفيذ.
([9])21/7/2003 استقبلت واشنطن دعوة عنان في إعطاء دور أكبر للمنظمة الدولية في العراق بارتياح وانفتاح غير متوقعين، وأعلنت استعدادها لقبول تعديل التفويض الممنوح لها كسلطة احتلال بعد أن تفاقمت عليها التكاليف المادية والبشرية في العراق. ووفقاً لصحيفة البيان القطرية أعلنت وزارة= =الخارجية الأميركية أن محادثات تمهيدية تجري مع عدة دول حول إدخال تعديلات ممكنة أو إصدار قرار جديد غير قرار مجلس الأمن رقم 1483 الذي منح الولايات المتحدة وبريطانيا السلطة في العراق بعد احتلاله. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ريتشارد باوتشر، إن بلاده منفتحة على هذه الفكرة وإنها تتحدث بشأنها مع أطراف أخرى، مشيراً إلى أن دولاً مثل فرنسا وروسيا وألمانيا والهند وباكستان رفضت إرسال قوات للعراق دون تفويض واضح من الأمم المتحدة.
([10])4/9/2003 لندن ـ القدس العربي : أشار تقرير سري صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون أعدته هيئة الأركان المشتركة، إلى أن الرئيس الأمريكي بوش، في مواجهة الضغوط عليه من الكونغرس والمعارضة الديمقراطية وبسبب انهيار الوضع الأمني بالعراق، حيث وصفته تقارير صحافية بريطانية بأنه خرج عن السيطرة اضطُرَّ للبحث عن مخرج في الأمم المتحدة، وهي الهيئة التي حاول بوش، والمحافظون الجدد الذين يؤثرون عليه، استبعاد أي دور لها.
([11]) وجَّه جورج بوش، في الخطاب المذكور، نداءً إلى المجموعة الدولية لكي تساعد الولايات المتحدة وبريطانيا في العراق محذِّراً من أنه »لا يمكن لأي دولة حرَّة أن تبقى محايدة في الحرب بين الحضارة والفوضى«. ]راجع جريدة اللواء: بيروت: العدد 10888، تاريخ 13/ 9/ 2003م: ص 15[.
([12]) ميدل ايست اونلاين 2/ 9/ 2003م:واشنطن - أفاد تقرير للكونغرس أن الولايات المتحدة لن تتمكن من إبقاء قوة احتلال في العراق إلا إذا قررت زيادة عديد الجيش ووضع حد لالتزامات أخرى في الخارج أو إلغاء نظام المناوبة بين القوات. وحذر مكتب الموازنة في الكونغرس من انه إذا لم يتم تعديل القاعدة التي تقوم على عدم إبقاء وحدات في مناطق حرب أكثر من سنة فان الجيش الأميركي "سيكون غير قادر على إبقاء" وحداته "إلى ما بعد آذار/مارس 2004". و يفترض أن تبدأ الانسحاب في الربيع العام 2004م، وليس لدى الجيش الأميركي العديد الكافي لاستبدالها جميعا كما قال أولئك المسؤولون. وكلفة إبقاء قوة احتلال مماثلة تصل إلى 12 مليار دولار في السنة.
([13]) طلب الرئيس الأميركي، في الاسبوع الأول من شهر أيلول/ سبتمبر 2003م، سبعة وثمانين مليار دولار لتغطية نفقات القوات الأميركية العاملة في الخارج، ويستأثر وجود الاحتلال الأميركي في العراق، بالقسم الأكبر من المبلغ.
([14]) أنظر –كأنموذج- بعض تصريحات الأميركيين: 2/ 10/ 2003م: صرَّح الكاتب الأمريكي بوب هربرت في نيويروك تايمز قائلاً: كم سيتسغرق الأمر بالنسبة لأمريكا قبل أن تعترف بأن الحرب التي بدأتها بحماقة في العراق هي كارثة مأساوية تستنزف كل ما هو إنساني ولا يمكن كسبها في نهاية المطاف ؟ كم من الوقت والأموال وكم من الأرواح ستهدر قبل حصول اعتراف كهذا ؟ ويتابع: أمريكا الآن عالقة في العراق في أكثر مناطق العالم حساسية؛ والوهم ينصر سريع يتبعه ترحيب العراقيين وامتنانهم للأمريكيين بأذرع مفتوحة تبخر بالفعل، وبدلاً من أزهار براعم الديمقراطية في الصحراء فإن سفك الدماء والإرهاب يتواصلان. وهي ثمار سياسة نسجتها الخيالات والأكاذيب.
([15])2/ 10/ 2003م:ميدل ايست أونلاين- واشنطن - دعا المسؤول العسكري الأميركي السابق انتوني زيني ليل الثلاثاء الأربعاء إلى طرد عدد من كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بسبب إخفاقهم في التخطيط بشكل سليم لمرحلة ما بعد الحرب في العراق وحذر من أن الجيش الأميركي قد يصل إلى نقطة الانهيار. وأضاف »في أي وقت نخسر فيه أرواح وفي أي وقت نخطئ فيه الحسابات وفي أي وقت نضطر فيه إلى الرجوع إلى الشعب الأميركي لطلب المزيد من الأموال والتضحيات بدون أن يتم حساب ذلك في السابق، يجب تحميل شخص ما المسؤولية«.
([16])2/ 10/ 2003م: مفكرة الإسلام:أكَّدت صحيفة (فرانكفورتر روندشاو) الألمانية أنه كان من المنتظر »أن تتوج حرب العراق إعادة انتخاب بوش إلا أنها أصبحت الآن أكبر عقبة أمامه«.
([17]) أنظر –كمثال حول ذلك- المتغيرات التي طرأت على الموقف الفرنسي: نشر موقع الحقائق على الأنترنت (باريس) بتاريخ 16/ 9/ 2003م، تقريراً عن تطورات الموقف الفرنسي من المسألة العراقية، بعد أن تأكدت فرنسا من بداية التراجع الأميركي عن التصلب إزاء دور الأمم المتحدة، ومن أهم بنوده مطالبة (دومينيك دو فيليبان)، وزير الخارجية الفرنسي، بضرورة توسيع مجلس الأمن ليصبح أكثر تمثيلاً، والتفكير في أفضل طريقة يستطيع بواسطتها أن يمارس مسؤولياته. أما حول وضع مستقبل العراق، وبعد اعتراف فرنسا بواقع الاحتلال الأميركي، تصاعد موقفها إلى دعوة أميركا من أجل التقدم (بحزم) صوب منطق سيادة العراق.
([18]) المؤتمر التأسيسي الأول (1947م)، نقلاً عن نضال البعث (المؤتمرات القومية من الأول 1947م حتى الثاني عشر 1992م): راجع الدستور صص (23 – 31): ص 24.
([19]) م. ن: ص 26.
([20]) م. ن: راجع المادة 22 من الدستور: ص 27.
([21]) م. ن: راجع المادة 23 من الدستور: ص 27.
([22]) م. ن: ص 24.
([23]) المؤتمر القطري التاسع للحزب في العراق (1982م): نقلاً عن المؤتمر القومي الثاني عشر: »الظاهرة الدينية والظاهرة السياسية الدينية« (1223 - 1237): نضال البعث (ج 21): م. س: ص 1229.
([24]) صدام حسين: كلمة بتاريخ 29/ 9/ 1982م: نقلاً عن الأعمال الكاملة (ج 9): ص 324.
([25]) صدام حسين: »حديث صحافي (في 10/ 1/ 1988م)« (53 - 77): المختارات (ج9) (الدين والتراث والتاريخ): دار الشؤون الثقافية العامة: بغداد: 1988م: ط1: ص 56.
([26]) جاء في رسالة صدام حسين، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، في رسالته الثانية المؤرخة بتاريخ 7/ 5/ 2003م، والموجَّهة إلى العراقيين، ما يلي: »وحدهم من يقاومون الاحتلال هم من يفكرون بعراق واحد، أما من يمد يداه للغزاة فهو لا يفكر بعراق واحد… حافظوا جميعاً على الوطن واسعوا جميعا للمقاومة«. وجاء، أيضاً: فهذا العراق العظيم لكم جميعا وليس لفرد، وهو للأمة وللمسلمين سنداً وجزءاً لا يتجزأ منها. ] راجع ملاحق الكتاب[.
ودعت »قيادة المقاومة والتحرير«، في العراق، في بيانها الثاني، بتاريخ 25/ 4/ 2003م، إلى الوحدة الوطنية، قائلة: »تدعو .. للوحدة الوطنية تحت شعار مقاومة الغزاة القتلة ومقاطعتهم الطريق الأمثل لبناء عراق ديمقراطي حر مسلم وعربي«.=
=كما دعت منظمة الحزب في القطر العراق، في بيانها، بتاريخ 11/ 7/ 2003م، إلى الوحدة الوطنية قائلة: »وهذا من البعث، تجديداً بالوعد وتأكيداً، بالعزم النضالي، على استمرار وتعاظم المقاومة حتى طرد المحتل وتحرير العراق، وهو في الوقت نفسه خلقاً وحافزاً لبيئة المقاومة المسلحة الوطنية العراقية العريضة«.
([27]) يناشد ليث شبيلات، السيد حسن نصر الله، في مقالته »رسالة إلى الأمين العام لحزب الله« بإعلان موقف واضح من التيارات السياسية الشيعية في العراق (محمد باقر الحكيم ومحمد بحر العلوم)، أبعد من أن موقفهم بالتعاون مع المحتلين الأميركيين هو مجرد اجتهاد، لأن الخيانة تتحول –على أساس ذلك الموقف- إلى »مجرد وجهة نظر«. ولهذا السبب يطالب شبيلات الأمين العام لحزب الله اللبناني أن يعلن موقفاً يدين فيه من يعتبر المقاومة العراقية»مجرد أعمال إرهابية تقوم بها فلول البعثيين ضد المحررين الأميركان«. راجع موقع (الشعب/ عرب نيوز) في 30/ 8/ 2003م.
([28]) راجع مواقف كل من تصريحات مسؤولين في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق، بقيادة محمد باقر الحكيم والمدعوم من إيران. وراجع –أيضاً- تصريحات حزب الدعوة، الممثَّل في المجلس الانتقالي الذي شكَّله الحاكم المدني الأميركي في العراق.
([29]) راجع حسن صبرا: »خميني العراق ضحية الفوضى الأميركية«: م. س.
([30]) جاء في رسالة صدام حسين، الأمين العام لحزب البعث ، الثانية بتاريخ 7/ 5/ 2003م، والموجَّهة إلى العراقيين، ما يلي: »تصوروا أن من يطلقون على أنفسهم معارضة عراقية جاءوا يقدمون الدعم للمحتل ليسرقهم ويحتل بلدهم ويفصلهم عن أمتهم، ويعترف بالعدو الصهيوني. كلهم سواء كانوا قد لبسوا العمامة أو القبعة الأمريكية لا فرق بينهم طالما سببوا لشعبهم هذا الألم والاحتلال. يا شعب العراق الواحد: إن كل المجتمعين لتقرير مصير حكمكم من الخونة سهلوا العدوان والاحتلال، ولن تجدوا بينهم شريفاً واحداً«.] راجع ملاحق الكتاب[.
([31]) الشعب/ عرب نيوز): ليث شبيلات: »رسالة إلى الأمين العام لحزب الله«. تاريخ 30/ 8/ 2003م.
([32]) أنظر دعوة الشيخ عبد السلام الكبيسي، وهو من كبار مسؤولي هيئة العلماء المسلمين في العراق، وهو على الرغم من أنه يعارض الغزو، يدعو إلى »المقاومة السلمية« للأهداف الاقتصادية والثقافية للاحتلال. ] جريدة الكفاح العربي: بيروت: العدد 3575، تاريخ 8/ 9/ 2003م[.
([33]) م. ن.
([34]) لا ينفرد العراق بتنوعاته الدينية والمذهبية والعرقية. فالتهويل بوجود التنافر بين السنة والشيعة بعيد عن واقع المجتمع العراقي. ومن غير الصحيح أن المقاومة تنتشر في أوساط السنة من دون الشيعة، فمعظم مساحة مسرح عمليات المقاومة العراقية –الآن- يتقاسمه السنة والشيعة. كما أن موقف القيادات الدينية السنية لا يختلف عن موقف القيادات الدينية الشيعية (لقد شارك الإخوان المسلمون بشخص محسن عبد الحميد في مجلس الحكم الانتقالي. كما أن هناك تردد عند معظم المرجعيات الدينية السنية من إصدار فتوى بالجهاد). وباستثناء مواقف التنظيمات الشيعية السياسية –على حجم تمثيلها الهزيل - فإن الممثلين الآخرين للشيعة –كمثل أحمد الجلبي وعقيلة الهاشمي ليس أكثر من تمثيل رمزي. أما كل تلك المواقف –من تيارات دينية سياسية في كل من الوسطين السني والشيعي- فلا تمثل اتجاهات أوسع القواعد الشعبية العراقية القائمة على رفض الاحتلال بكل المقاييس. ]راجع مقال ظافر العاني –المحلل السياسي العراقي- وعنوانه: شيعة العراق وطنيون لا طائفيون. تاريخ 23/ 8/ 2003م. موقع على الأنترنت[.
([35]) جاء في المنهاج السياسي والاستراتيجي للمقاومة العراقية، الذي أعلنه حزب البعث، بتاريخ 9/ 9/ 2003م، ما يلي: الإيمان » بشرعية المقاومة وحقها في العمل العسكري وغيره وبالتعرض القتالي على قوات الاحتلال أفراداً ومعدات وتجمعات ومنشآت ومعسكرات ومقرات وهيئات وإدارات وخطوط إمداد ومرافق خدمات ومساندة ومباني محتلة ومراكز أمن مساعدة وغيرها«. ]راجع ملاحق الكتاب[.
([36]) م. ن: الإيمان »بشرعية وواجب التعامل القتالي أيضاً مع المتعاملين والعملاء أفراداً وأحزاباً وهيئات وغيرها من العناوين والمسميات«. ]راجع ملاحق الكتاب[.
([37]) م. ن: الإيمان »بتعميم المقاومة المسلحة على ارض العراق كلها وبفعل ومشاركة العراقيين كلهم، والتأكيد على واجبهم وحقهم المتكافئين في المقاومة وتحرير العراق تحت أي عنوان أو مسمى«.
([38]) م. ن: جاء في مقدمة المنهاج السياسي والاستراتيجي ما يلي: »لقد حددت المقاومة العراقية الباسلة التي يقودها ويديرها حزب البعث العربي الاشتراكي أهدافها كحركة تحرير وطنية بطرد قوات الاحتلال وتحرير العراق والحفاظ عليه موحداً ووطناً لكل العراقيين«. ]راجع ملاحق الكتاب[.
([39]) للدلالة على ذلك، يُرجى العودة إلى بيانات التنظيمات المقاتلة في صفوف المقاومة الوطنية العراقية، المثبتة في ملاحق الكتاب.
([40]) قررت اللجنة القيادية للتنظيم الناصري، في بيانها بتاريخ 12/ 6/ 2003م، أنها أنشأت لجنة عسكرية لتكون أحد فصائل المقاومة الشعبية ضد الغزاة، وقامت بالمشاركة في عمليات القيادة العامة للقوات المسلحة والمقاومة والتحرير، ورفعت شعارها التالي: »التحرير هو الطريق الوحيد لإقامة نظام ديموقراطي في العراق«. ]راجع ملاحق الكتاب[.
([41]) نقلاً عن رسالته الخامسة في 12/ 6/ 2003م، يثمِّن الرئيس صدام حسين عمل مجاميع المقاومين قائلاً: »يخوض أبناء الشعب من رجال الجيش والحرس الجمهوري وكتائب الفاروق ومجموعة التحرير وأعضاء حزب البعث ومجاميع الحسين قتالاً حقيقياً« ]راجع ملاحق الكتاب[.
([42]) نقلاً عن رسالة صدام حسين الرابعة يناشد المواطنين أن يحافظوا على أمن رجال المقاومة قائلاً: »أدعوكم للتغطية على المجاهدين الأبطال وعدم إعطاء الغزاة وأعوانهم أي معلومة عنهم وعن نشاطهم أثناء تنفيذهم العمليات الجهادية وقبلها وبعدها والكف عن الثرثرة بالأسماء أو أي معلومات حقيقية عنهم، لأن المجاهدين يقومون بعملهم وفق ما يرضي الله والشعب والأمة والوطن، من حقهم حماية أنفسهم, ومن ذلك قد يوقعون العقاب بمن يؤذيهم بصورة مقصودة. وعليه فإننا ندعو إلى احترام أمن المجاهدين والمشاركين في كل ما يجعله مضموناً بإذن الله, والإخبار عن كل جاسوس ومنحرف لعين لا يرعوي. «. ]راجع ملاحق الكتاب[.
([43]) راجع البيان الصادر عن قيادة المقاومة والتحرير العراقية، بتاريخ 22/ 4/ 2003م،وجاء فيه ما يلي: »تصدوا كل من موقعه لهذا العدوان الهمجي الذي قتل وسرق وسلب ونهب الناس والآثار والخيرات وان المجاهدين الذين يخوضون عمليات قتالية صعبة وبإمكانيات ذاتية بحاجة لموقف واحد منكم جميعاً ضد هذا الغزو الهمجي.«. ]راجع ملاحق الكتاب[.
([44]) جاء في بيان قيادة الحزب في القطر العراقي، بتاريخ حزيران / يونيو 2003م: »وهذا من البعث، تجديداً، بالوعد وتأكيداً بالعزم النضالي على استمرار وتعاظم المقاومة حتى طرد المحتل وتحرير العراق، وهو في الوقت نفسه خلقاً وحافزاً لبيئة المقاومة المسلحة الوطنية العراقية العريضة«. ]ملاحق الكتاب[.
([45]) راجع البيان الصادر عن قيادة المقاومة والتحرير في العراق، بتاريخ 25/ 4/ 2003م، وجاء: »وتحذر القيادة من مغبة تسليم أي معلومات عن الوطنيين المناضلين مهما كان اتجاههم السياسي للقوات الغازية المجرمة. وتدعو في الوقت نفسه للوحدة الوطنية تحت شعار "مقاومة الغزاة القتلة ومقاطعتهم الطريق الأمثل لبناء عراق ديمقراطي حر مسلم وعربي". كما تدعو القيادة كل عراقي شريف عدم التعامل مع المحتل المجرم وتقديم الوطن على الحاجات التي لا قيمة لها في وطن محتل.«. ]راجع ملاحق الكتاب[.
([46]) راجع البيان الصادر عن التنظيمات الناصرية بتاريخ 3/ 6/ 2003م، وجاء فيه ما يلي: »إنها تؤكد على أهمية العمل مع كافة القوى الشريفة في العراق، من أجل طرد المحتل الأمريكي والبريطاني، وبكافة السبل المتاحة«. ]راجع ملاحق الكتاب[.
([47]) أكَّد المنهاج الاستراتيجي للمقاومة، الذي أعلنه الحزب في 9/ 9/ 2003م، على الإيمان »بواجب وحق الجماهير العربية في الانخراط بالمقاومة العراقية المسلحة على قاعدة المسؤولية والحق القوميين وغير المتعارضة مع مسؤولية وحق العراقيين المؤسس على قاعدة الوطنية العراقية«. ]راجع ملاحق الكتاب[.
([48]) بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، بتاريخ 25/ 7/ 2003م، جاء فيه:»إن عدونا في العراق وفلسطين هو عدو واحد مهما اختلفت التسميات وإن أية خلافات بين القوي الحية في الأمة هي خلافات ثانوية أمام الخلاف الجوهري والمصيري بين الأمة وأعدائها«. ]راجع ملاحق الكتاب[،
([49]) يخاطب صدام حسين، في رسالته الثالثة بتاريخ 9/ 5/ 2003م، الشعب العربي قائلاً: »يا شعبنا العربي العظيم. ليكن شعاركم لا للاحتلال قولاً وفعلاً، وليبدأ ذلك من رجل الشارع وحتى وسائل الإعلام. افضحوا المعتدي ولا تروجوا لأكاذيبهم إنهم جميعا قتلة. يا من كانت الكلمة سلاحكم ارفضوا الاحتلال والعدوان. أنت مطالب أخي العربي مثقفاً كنت أو أديباً أو صحافياً أو مصوراً أو رساماً بفضح المحتل الجبان وجرائمه. ولا تسمحوا لمن يؤيد المحتل أو يبرره أن يكون بينكم. وارفضوا يا من الرياضة مجالكم المحتل وقاطعوه وقاطعوا فرقه وكل من يؤيده. ولتشمل المقاطعة كل المجالات ليكن صوتكم جميعا ضد الاحتلال«.
([50]) مؤتمر »الملتقي العربي لنصرة فلسطين والعراق وثوابت الأمة«: م.س: »خيار المقاومة هو السبيل الوحيد لتحرير فلسطين والعراق من الاحتلال ولمواجهة المشروع الانكلو ـ أمريكي ـ الصهيوني ضد الأمة العربية والإسلامية والعالم اجمع الذي اصبح استقلاله وتحرره من التبعية المذلة للقطب الأمريكي الأوحد يكاد يتوقف اليوم على مصير المعركة المحتدمة فوق أرضنا العربية والإسلامية«.
([51]) جاء في أحد قرارات مؤتمر »الملتقي العربي لنصرة فلسطين والعراق وثوابت الأمة«: م.س: ما يلي: »والعمل على فرض الاعتراف بشرعية المقاومة عربياً وإسلامياً ودولياً«.
([52]) جاء في (نداء المقاومة) إحدى النشرات الإعلامية التي تصدرها المقاومة العراقية، حول حقها في القتال لتحرير العراق، ما يلي: »لقد تحول العراق بنظرهم الموقع الأمامي الأول لعالم الإِرهاب المزعوم . وكأن المقاومين الوطنيين العراقيين لا يدافعون عن أرضهم المحتلة وشعبهم المقيد وكرامة منجزات دولتهم التي هدرها الاِحتلال . . .«. ]راجع العدد السادس في ملاحق الكتاب[.
([53]) راجع نصوص الإعلان العالمي لشرعة حقوق الإنسان في ملاحق الكتاب.
([54]) جاء في أحد قرارات مؤتمر »الملتقي العربي لنصرة فلسطين والعراق وثوابت الأمة«: م.س: ما يلي: »ينبه الملتقى العربي إلى مخاطر المحاولات المتجددة لفرض الاختراق الصهيوني للجسم العربي والإسلامي عــن طريق مبادرات التطبيع التي أصبحت تبرز في ساحات متعددة في وقت يصعد فيه العدو من جرائمه ضد فلسطين أرضا وشعبا ومقدسات ويدعو جماهير الأمة إلى الحذر الشديد وإلى مقاومة كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني كيفما كان شكلها ومسوغاتها وإلى تفعيل قرار مقاطعة البضائع الأمريكية والإنكليزية«.
([55]) 25/6/2003 مفكرة الإسلام:أكد شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي خلال استقباله لسفير المملكة المتحدة في القاهرة 'جون ساورز' اليوم الثلاثاء والذي تم تعيينه سفيرا لبلاده في العراق إن مصر ترفض الوجود الأمريكي والبريطاني في العراق وإن المقاومة العراقية مشروعة إسلامياً ودولياً. وطلب من السفير تبليغ بلاده إن المقاومة ستظل في العراق ما دام الاحتلال موجوداً، ونحن سندعم أي مقاومة مشروعة في العراق ولا بد من أن يحكم العراق عراقيون مسلمون.
24/ 7/ 2003م: صيدا (لبنان) ـ اف ب: وصف الشيخ ماهر حمود –عضو في تجمع العلماء المسلمين في لبنان- نجلي الرئيس العراقي صدام حسين اللذين أعلن الأمريكيون مقتلهما الثلاثاء الماضي بأنهما شهيدان سقطا وهما يقاتلان الأمريكيين. وإنه موقف مشرف. وقال إن المرحلة الآن هي مرحلة مقاتلة الغزاة الأمريكيين داعياً المسلمين في كل مكان في العالم إلى ان يثوروا ضد الأمريكيين لإخراجهم من العراق وإخراج اليهود من فلسطين.
ويُذكر أنه في حزيران 2003م، أصدر آية الله السيستاني فتوى تعارض صياغة دستور جديد من قبل جمعية تعينها قوات الاحتلال معتبراً أنه لا بد من إجراء انتخابات عامة. كما دعا في الشهر نفسه العراقيين إلى ممارسة نوع من الجهاد المدني ضد الاحتلال الأمريكي. لقد لفت هذا الموقف نظر الرئيس صدام حسين، فأرسل إلى السيستاني رسالة تقدير على موقفه، ودعاه إلى الاستمرار على الموقف، وعلى إصدار فتوى بالجهاد ضد الاحتلال الأميركي. ]راجع رسالة صدام حسين السابعة بتاريخ 14/ 8/ 2003م[.
([56]) من نماذج تلك الخلافات نذكر ما يلي: 1/ 10/ 2003م: ميدل ايست أونلاين - أشار محسن عبد فرحان أستاذ الشريعة في الفلوجة، إلى أن طرد المحتل خارج أرض المسلمين هو تكليف شرعي. ورغم أن كل زعماء العشائر والأئمة يدعون الناس إلى عدم المقاومة وإن كل الفتاوى تدعو إلى الانتظار فإنه لا أحد يمكنه السيطرة على الأهالي. وفي حال لم يف الأميركيون بوعودهم فان الجميع سيدعو إلى المقاومة.
1/ 10/ 2003م: المختصر/ الشرق / ويتساءل د. محمد صالح المسفر: لماذا بعض الفقهاء يعتبر المقاومة أعمالاً إجرامية يقوم بها مجرمون في الوقت ذاته يقوم أعوان هذه المدرسة الفكرية بتصفيات جسدية لبعض من بني جلدتهم تحت حجة اجتثاث / أو استئصال جذور النظام السابق، لماذا يكونون أدلاء للجنود الغزاة على مخابئ الشعب العراقي وعلى بيوت علمائه ومفكريه، أياً كان الاختلاف معهم.
2/ 10/ 2003م:ميدل ايست أونلاين- القاهرة - من محمد جمال عرفه : قال الشيخ علي جمعة، مفتي مصر الجديد إنه يؤيد المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي، ودافع عن هذه المقاومة ضد الاتهامات بأنها »إرهاب«. وقال جمعة »هناك فارقاً كبيراً بين المقاومة المشروعة، التي يدافع فيها الناس عن أعراضهم وأنفسهم وأراضيهم، وبين الإرهاب، الذي يحاول فيه الإنسان أن يفرض رأيه بالقوة المسلحة ضد الآخرين«. وتمهد هذه التصريحات المبكرة للمفتي الجديد لصدام مبكر مع شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي بسبب رفض طنطاوي ومجمع البحوث الإسلامية، الذي يرأسه، الإفتاء في المسائل السياسية، خصوصا المتعلقة بالعراق. وقد أصدر مجمع البحوث الإسلامية، الذي يرأسه الدكتور طنطاوي تعليمات مؤخراً للجنة الفتوى في الأزهر، بالامتناع عن الفتوى في الأسئلة المتعلقة بالسياسة، أو تلك التي لها علاقة بالشؤون الداخلية للدول الأخرى. وجاءت هذه التعليمات عقب إصدار لجنة الفتوى بالأزهر الشريف فتوى بتحريم التعامل مع مجلس الحكم العراقي الانتقالي؛ باعتباره حكومة فرضت من قبل الاحتلال الأمريكي. وكان شيخ الأزهر قد اعتبر أن هذه الفتوى لا تمثل الأزهر. وأكد أن الأزهر »لا يحق له التدخل بالفتوى في شؤون أي دولة، وأن علماء كل دولة أدرى بالفتوى فيما يخص شؤون بلادهم«.
([57]) 18/7/2003 عمان - خدمة قدس برس: قال بيان صادر عن الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية، التي تضم في عضويتها نحو ثمانين حزباً عربياً" إن مجلس الحكم الانتقالي العراقي هو "أحد أطر ومؤسسات الاحتلال الأمريكي.. ونرى فيه ما يراه الشعب العراقي، بأنه مؤسسة للاحتلال، يستند في مرجعيته إلى الحاكم، الذي نصبته سلطة الاحتلال، الذي أعطى لنفسه حق الفيتو على قرارات المجلس". ورأت الأمانة العامة في المجلس المذكور »محاولة للقفز عن حق الشعب العراقي في مقاومة الاحتلال، بشتى الوسائل، وفي إقامة أطره الوطنية بكامل حريته، وصولا إلى إعادة بناء مؤسساته«.
([58]) راجع مقررات المؤتمر القومي العربي الرابع عشر، المنعقد في صنعاء – اليمن في (23 – 26/ 6/ 2003م).
([59]) م. ن.
([60]) راجع رسالة صدام حسين الثالثة بتاريخ 9 أيار / مايو 2003م، وفيها يخاطب الجماهير العربية، على وجه الخصوص، من أجل أن تقوم بدورها في مساندة المقاومة العراقية. ]راجع ملاحق الكتاب[.
([61]) راجع ملاحق الكتاب: بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، بتاريخ 25/ 7/ 2003م، حيث طالب »منظمات الحقوقيين العرب وكافة منظمات حقوق الإنسان في العالم إدانة فاشية أمريكا علي ارض العراق والبدء بفتح ملف لمحاكمة بوش وبلير كمجرمي حرب، جراء ارتكابهما مجازر وحشية متواصلة ضد أبناء العراق الصامد، تهز ضمائر وأحاسيس الشعوب الحرة وكافة المفكرين والمدافعين عن الحرية وحقوق الإنسان في العالم«
([62]) رسالة صدام حسين الرابعة تاريخ 14/ 6/ 2003م. ]راجع ملاحق الكتاب[.
([63]) يقول في رسالته بتاريخ 14/ 6/ 2003م »ضحينا بالحكم ولم نحنث بعهد الله ولم نطعن الشعب والأمة وكل الخيرين في الظهر, لا بالاستسلام ولا بالتخاذل«. .و »لقد عاهدت الله أن أموت شهيداً ولا أسلم للعدو الأمريكي والبريطاني الجبان والقاتل« ]رسالته بتاريخ 12/ 6/ 2003م[.
] تعاونت أكثرية تيارات المعارضة العراقية –سابقاً- بلا حدود مع الإدارتين الأميركية والبريطانية.
([64]) جاء في رسالة صدام حسين الثانية في 7 أيار / مايو 2003م، ما يلي: »تصوروا أن من يطلقون على أنفسهم معارضة عراقية جاءوا يقدمون الدعم لمحتل ليسرقهم ويحتل بلدهم ويفصلهم عن أمتهم، ويعترف بالعدو الصهيوني. كلهم سواء كانوا قد لبسوا العمامة أو القبعة الأمريكية لا فرق بينهم طالما سببوا لشعبهم هذا الألم والاحتلال.«. ]راجع ملاحق الكتاب[.
([65]) 1/ 10/ 2003م: حول تلك المخاوف، راجع ما جاء في المقال الذي نشره د. عصام نعمان، في القدس العربي، تحت عنوان: »الأمريكيون مشكلتهم أمنية والعراقيون سياسية«، وفيه يقول: »غير أن افتقارها (المقاومة العراقية) إلى برنامج سياسي واضح من جهة، ومن جهة أخرى عدم ظهور أي نقد ذاتي لممارسات النظام السابق والحزب، يحملان القوى المعارضة لها على الارتياب بأن غرضها الرئيسي هو عودة النظام السابق بعجره وبجره. ولا شك في أن هذا الارتياب يؤدي إلى تحفظ بعض القوى الوطنية المعارضة للنظام السابق عن الانخراط في المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، كما يحمل بعضها الآخر، بالإضافة إلى المعارضة السابقة المهاجرة، إلى مؤازرة إدارة الاحتلال في ملاحقة مسئولي النظام السابق وأنصاره الناشطين«.
] حول دقة هذا الاستنتاج، راجع بيانات وتحليلات تلك الفصائل في ملاحق الكتاب.
([66]) رسالة صدام حسين الأولى بتاريخ 28 / 4 / 2003م. راجع ملاحق الكتاب، وفيها يقول: »انسوا كل شيء، وقاوموا الاحتلال، فالخطيئة تبدأ عندما تكون هناك أولويات غير المحتل وطرده«.
([67]) راجع رسالة صدام حسين الثانية بتاريخ 7/ 5/ 2003م. راجع ملاحق الكتاب.
([68]) اعتبر البيان الصادر عن اللجنة القيادية للتنظيم الناصري في العراق، بتاريخ 3/ 6/ 2003م، أن إقامة نظام ديمقراطي أمر يتعارض مع بقاء المحتل الأمريكي والبريطاني في العراق. ودعت إلى تأسيس جبهة موسعة لطرد المحتل، وإقامة نظام ديمقراطي. (راجع ملاحق الكتاب).
([69]) راجع ملاحق الكتاب.
([70]) راجع ملاحق الكتاب.
الاثنين 21 ربيع الاول 1425 / 10 آيار 2004